لا حول ولا قوة الا بالله.
سامي الزبيدي
10-07-2007 03:00 AM
يخلف على اخلاص التي كانت تسأل ثم تجيب قبل ان ينبس الضيف ببنت شفة، والابداع بالابداع يذكر فقد تفتق الذهن العبقري لمدير عام التلفزيون الاردني - واظن ان اسمه فيصل - عن اعجاز يغالب اعجاز الانباط حين اصر على ضرورة عد الفناجين لحظة الاعلان عن الاعاجيب الداخلة في المسابقة فحدث كبير كحدث عد الفناجين في عرف التلفزيون الاردني يعد اكثر اهمية من متابعة الملايين للحدث المنقول من العاصمة البرتغالية لشبونة كما ان عمليةاستلام وتسليم الفناجين تقليد اردني لاينبغي ان تصرفنا عنه اية احتفالية عالمية حتى لو كانت احتفاء بالبترا.لقد كنت شاهدا على ردود الفعل الفورية لحظة قطع البث من لشبونة لمتابعة عملية عد الفناجين وشاهدت احمرار وجنات الزملاء وفورة غضبهم بسبب الاخطاء الاخراجية التي لا تغتفر حتى اولئك الذين حسبوا انفسهم على التلفزيون من خلال تنفيعهم ببرامج حوارية سرية لم يتمكنوا من كتم عبارات السخط على التلفزيون بسبب الاخطاء.
احد الاصدقاء وخلال محاولته التخفيف من هول المشهد قال بان التلفزيون مملوك بالكامل للحكومة وبالتالي فمن حكم بماله ما ظلم والحكومة حرة في تقرير مستوى التغطيات والمشاهد حر في المشاهدة لكن فات الزميل المحترم ان التلفزيون يأخذ موازنته من دافعي الضرائب وبالتالي فهو مملوك - ولو ادبيا - للناس لذلك فلا ينبغي ان يبقى الناس يستثمرون في المشاؤيع الخاسرة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وحتى اخلاقيا.
محزن امر التلفزيون الاردني ومحزن اكثر المواطن خصوصا ذلك الذي لا يزال عاجزا عن امتلاك دش لالتقاط البث الفضائي فهذا المواطن مكتوب عليه ان يقضي محبوسيته الليلية وجها لوجه مع مذيعين كانهم زبانية ينكلون بالمشاهد وهؤلاء الزبانية مبدعون في صنوف التعذيب ولا الجندرمة العثمانية، او كأنهم يتلقون تدريبهم على ايدي حرس غوانتنامو.
والذكاء بالذكاء يذكر فقد تفتق ذهن العبقري عن فكرة جهنمية بهدف ايذاء اكبر عدد ممكن من خلق الله عبر محاولة منع فضائية الجزيرة من تغطية حدث اعلان البترا كواحدة من اعاجيب الكون السبع ولولا تدخل وجوه الخير ممن يستحون على الاعلام الوطني لكانت الفضيحة بجلاجل، حيث منع عطوفته الزملاء في الجزيرة من نقل الحدث الامر الذي احرج الاعلاميين ممن كانوا في مكان الحدث.
لن اقول ان المطلوب اعتقال مدير عام التلفزيون لان افساد الذوق العام واثارة غيظ المشاهد جرائم لم ينص عليها قانون العقوبات الاردني لكنني اتوق الى اعادة استحداث عقوبة التعزير الاسلامية لتستخدم مرة واحدة ولغاية واحدة هي الانتصار لهؤلاء الذي اصيبوا بعاهات بصرية دائمة ومؤقتة جراء المشاهدة القسرية للشاشة الوطنية.
عموما تستحق البتراء ان تكون احدى عجائب الدنيا السبع ويستحق الاردني ان يفرح ويستحق مدير عام التلفزيون ان يحصل على جائزة الاوسكار على اسوأ اخراج ولا حول ولا قوة الا بالله.