facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




في ضوء الانتخابات الإسرائيلية


د. جواد العناني
04-11-2022 09:23 PM

عند كتابة هذه السطور (النسخة الأولى) يوم الأحد الماضي، لم تكن الانتخابات التشريعية في إسرائيل قد وقعت، ولا كان بالإمكان تحليل تلك النتائج على مواقف الدول المختلفة من نتائجها.

جرت الانتخابات التشريعية في إسرائيل يوم الثلاثاء، وتشير استطلاعات رأي الناخبين إلى أن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو قد يكون في طريقه للفوز بالانتخابات التي شهدت نسبة مشاركة عالية.

ولكن يجري في العاصمة الأردنية عَمّان وعواصم عربية أخرى نقاش في أهمية نتائج الانتخابات الإسرائيلية ومدى الأثر الذي ستُحدثه على الشرق الأوسط عامة، وتطور القضية الفلسطينية وعلى الأردن خاصة، فإذا بقي التآلف الحالي بقيادة يئير لبيد، فهنالك من يقول إنه قبل في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بحل الدولتين.

ويقول آخرون إن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، قال الكلام نفسه عام 2009، ولكن سرعان ما تراجع عنه بسبب ثورات الربيع العربي، وما آلت إليه أحوال الدول العربية المجاورة لفلسطين، خصوصاً سورية ولبنان والعراق، فاستثمر الفرصة ليغير رأيه تبعاً لحجم القوى التي واجهها وكانت في تآكل.

ومنهم من يذهب إلى أبعد من ذلك، مطالباً بأن يعود نتنياهو إلى الحكم، لأن لبيد ومن قبله ومعه نفتالي بينت أسوأ منه فعلاً وقولاً على الشعب الفلسطيني، ولكنهم يتمتعون بسمعه أنظف من سمعة نتنياهو.

ومنهم من يقول إن الاعتماد على أن نتائج الانتخابات الاسرائيلية سيكون لها أي تأثير على سياسة إسرائيل هو شخص واهم ومستغرق في أحلام اليقظة.

وهذا نوع من التعلّل بالآمال الخائبة، فكل قادة إسرائيل، حسب رأي هذا الفريق، متفقون على ضم القدس، وإبقاء ما يسمّونها القدس موحدة وعاصمة لإسرائيل الأبدية.

وهم يقتلون جميعاً فرصة حلّ الدولتين، والتعلّق المفرط بمطاردة حل الدولتين لا يؤدّي إلا إلى منح إسرائيل مهله كافية لضم الأرض والحقوق والتوسّع الاستعماري وممارسة الفصل العنصري.

لا شك في أن إسرائيل تتمتع باقتصاد قوي قياساً بالدول العربية المجاورة. ويقدّر ناتجها الإجمالي عام 2021 بمقدار 481.6 مليار دولار. وهذا يجعلها في المرتبة التاسعة عشرة من بين 189 دولة.

وهذا يعني أيضاً أن معدّل دخل الفرد فيها للعام 2021 قد بلغ 44 ألف دولار. ولكن الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل لا يزيد إلا بقدر قليل عن الذي حققته دولة الإمارات عام 2021، علماً أن التقديرات تقول إن الناتج المحلي لدولة الإمارات العربية المتحدة سيبلغ 501 مليار دولار عام 2022.

وفي المقابل، وصل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية إلى 833.5 مليار دولار عام 2021، أو أقلّ من ضعف الناتج المحلي الاجمالي لإسرائيل في العام نفسه. وعلى مستوى معدل دخل الفرد، فإن الإمارات هي الأعلى، تليها إسرائيل وأخيراً المملكة العربية السعودية. وإن كانوا جميعاً يقلّون عن معدل دخل الفرد في دولة قطر.

ورغم كل المساعدات التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة وأوروبا، وبعضها مكشوفٌ، وكثير منها غير معروف، ورغم تعويضات الحرب التي قدّمتها ألمانيا (يبدو أنها انتهت)، ورغم انفتاح أبواب التكنولوجيا في كل الدول المتقدّمة لإسرائيل، إلا أن هناك مظاهر ضعف فيها لا بد من أن نعرفها حتى لا ننبهر بقوة إسرائيل إلى الحد الذي يشكّكنا في قدرتنا على المواجهة.

انحاز التكوين الديمغرافي لإسرائيل نحو اليهود الشرقيين، ونحو المتدينين والراغبين في العيش على حساب الدولة. وفي وقتٍ بدأت تخرج فيه الاقتصادات العربية التقليدية من حالة التقليد إلى التجديد، وإلى الانفطام عن حالة الدولة الريعية، والتخطيط لمستقبل إنتاجي تكنولوجي، فإن إسرائيل ككيان صارت، بحكم مكونها اليهودي، أقرب إلى دولة ريعية.

ومع أن بعض فئات السكان اليهود في إسرائيل يتمتعون بمعدّلات ولادة قد تساوي أو تفوق معدلات الولادة بين الفلسطينيين داخل إسرائيل، إلا أن هذا لا ينطبق على أهل الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر.

ولذلك، إسرائيل أسرع شيخوخة وأعلى في معدّل توقعات الحياة. ووفق أحدث إحصائية متاحة، يبلغ العمر الوسيط لسكان إسرائيل 29.7 سنة، بينما يبلغ 31.6 سنة لليهود، لكن لا يزيد عن 21.1 سنة للفلسطينيين العرب من سكان إسرائيل.

وكذلك صارت الهجرة من إسرائيل تقع أكثر وأكثر بين الكفاءات العلمية والمالية والتقنية، مقابل مهاجرين إليها أقلّ تعليماً وأكثر حاجة للرعاية والتأهيل. ولذلك، لا تسير المعطيات الديمغرافية مع الوقت لصالح إسرائيل.

النقطة الثانية المهمة هي أن إسرائيل، كما كان يقول المفكر الفلسطيني الراحل هشام شرابي أستاذ تاريخ الفكر الأوروبي الحديث في جامعة جورج تاون في واشنطن، أنها كانت تدخل الحروب ضد الجيوش الرسمية للدول العربية، فيؤدّي تنظيمها وتفوقها التكنولوجي واللوجستي إلى الانتصار والتوسّع، ما يجلب لها مهاجرين.

ومع المهاجرين، تأتي المساعدات. وهو النموذج الذي كان ينطبق على الإمبراطوريات العسكرية. ولكنها ومنذ عام 1982 لا تدخل إلا في حروبٍ مع مؤسّسات المجتمع المدني مثل حركة فتح في جنوب لبنان، وحركة حماس في غزة التي خاصت ضدها أربع حروب، وضد حزب الله اللبناني مرّة واحدة كحرب، وكادت أن تعيد الكرّة أخيرا بسبب المواجهة حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

ولنعترف بأن الحروب ضد الشعوب مباشرة أو منظمات المجتمع المدني لم تجلب إسرائيل منها الكثير، بل أظهرت مدى هشاشتها في حروب قد تمتد إلى أشهر لولا الضغط العالمي. وقد خسرت في لبنان حوالي 101 دبابة ميركافا، وخسرت حوالي 40 دبابة من نفس النوع في أول حرب لها ضد "حماس".

إسرائيل استراتيجياً بحاجة للسلام. وفي رأي البارون روستشايلد، والذي نادراً ما يمنح مقابلات، فإن خير ضمان لإسرائيل هو التكامل مع المنطقة اقتصادياً وسياسياً، وإسرائيل في رأيي انتهت كدولة توسّع جغرافي، ولا داعي لأن تتوسّع على حسابنا اقتصادياً وثقافياً بدون مقابل.

(العربي الجديد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :