في الثاني من تشرين ثاني لعام ١٩١٧ وجه ارثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا آنذاك رسالة إلى اللورد اليهودي ليونيل والتر دي روتشلد يشير فيها إلى تأييد حكومة بريطانيا لأنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وجاء في نص الرسالة( تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يفهم جليا انه لن يؤتى بعمل من شأنه ان ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التى تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين ولا الحقوق او الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في اي بلد اخر).
رسالة في غاية الخبث والمكر والخديعة بدءا من نعت سكان فلسطين بالمقيمين على أرضها على الرغم من انهم سكانها الأصليون ونعتهم بالطوائف غير اليهودية وكأن اليهود هم الأكثرية والشعب الفلسطيني هم الاقلية.
وهذا مغاير تماما لواقع الحال حيث كان عدد سكان فلسطين من الفلسطينيين ٦٥٠ الف نسمة في حين لم يتجاوز عدد اليهود خمسين ألف نسمة.
الوعد باطل من أساسه حيث تبرع من لا يملك الحق في الأرض تبرعا سخيا لمن لا يملك الحق والسلطة على الارض ولكن شريعة الغاب واحتراف من يملك القوة على الضعيف المستباح وتخاذل العرب أدى إلى وقوع فلسطين في براثن الاحتلال الصهيوني وتشريد شعبها إلى الضفة الغربية وغزة والضفة الشرقية وتحقيق حلم اليهود الذي رسموه في مؤتمر بال في سويسرا عام ١٨٩٧.
ولم يكتفى بهذا الحد بل قام اليهود باحتلال الضفة الغربية وتشريد شعبها واذاقتهم الوان العذاب والاستيلاء على أرضهم وقلع اشجارهم وقتل أطفالهم واحراق المسجد الأقصى والتنكيل بالشعب الفلسطيني الذي يعاني مرارة الاحتلال حتى اليوم.
التاريخ يعيد نفسه فالتخاذل العربي ماثل أمامنا والسكوت على جرائم الاحتلال جريمة اكبر والعزاء في نضال أطفال الحجارة وشباب البندقية وخناجر الفتيان.