.. «ولأن تحدياتنا متشابهة وفرصنا مشتركة، فلا بد من الاستفادة من الإمكانيات الواعدة في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة والسياحة والزراعة، فقد بات الأمن الغذائي وتعزيز مصادر المياه والطاقة، في طليعة التحديات العالمية، وهو ما يفرض علينا البناء على نقاط القوة في كل بلد عربي شقيق، لتصبح قوة بلداننا كافة».

ستكون كلمات ولي العهد، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، مؤشرا حضاريا وثابتا من ثوابت الأمة، تدركها الاجيال العربية الشابة، في حاضر وتاريخ جامعة الدول العربية، ذلك أن ولي العهد، مارس دور القيادي الناجح، في أول محطة سياسية–استراتيجية يمثل بها جلالة الملك عبدالله الثاني، والمملكة الأردنية الهاشمية، وصور من ريادة الدولة الأردنية للعمل العربي المشترك.

هو البهاء الهاشمي الوطني القومي، النابع من النور المشرق للعائلة الهاشمية، شموخها وعزها وألقها مستمد، متجذر في النور الإلهي للعترة النبوية الشريفة المكرمة للنبي محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي.

أي حضور، بهي، فيه السمو والاعتزاز والإصرار على تمثيل المملكة النموذج، حضور ولي العهد الحسين بن عبدالله، عانق قبة قمة الجزائر واجتماعات جامعة الدول العربية التي تضم 22 دولة.

ووضع الأمير الشاب، ثقل ومكانة الأردن العربية الإسلامية، والدولية والاممية، وأبرز سموه، في الجزائر، وعبر مناخ ذكي، تفاعلي، قيمة ودور القمة الـ 31 للجامعة العربية، ووقوف الأردن داعما لشعار القمة وقيمته السياسية والمعنوية «لمّ الشمل»، وانطلاقا من قوة الدولة الأردنية، وطبيعة العلاقات العربية–العربية، والعربية–الدولية، حدد سمو ولي العهد في كلمته التاريخية تحت القمة، علامات ومؤشرات يعيشها العالم، والدول العربية والمنطقة والإقليم جيوسياسيا واقتصاديًا وتنمويا وامنيا، وهي مؤشرات، صقلت صورة الأردن وهي، كما نحللها من كلمة ولي العهد:

* المؤشر الاول:

القدس مركز وحدتنا ودفاعنا المشترك عن هوية الأمة بأكملها.

.. واجبنا كدول عربية تكثيف جهودنا مع الأطراف الدولية لاستئناف عملية السلام ودعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم.

* المؤشر الثاني:

الأزمات التي يشهدها العالم تتطلب منا عملا عربيا تكامليا لمواجهتها.

* المؤشر الثالث:

حان الوقت لنعمل معا للوصول إلى شبكات تعاون اقتصادية عربية حقيقية.

* المؤشر الرابع:

السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين خيارنا الاستراتيجي، المركزي لحل القضية الفلسطينية.

* المؤشر الخامس:

استقرار وأمن العراق الشقيق ركيزتان لأمن المنطقة واستقرارها.

* المؤشر السادس:

لا بديل عن عمل جماعي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، كما لا بد من حلول تعيد الأمن والاستقرار لأشقائنا في اليمن وليبيا.

.. ستبقى إشراقة سمو ولي العهد، الذي انتدبه جلالة الملك عبدالله الثاني، لترؤس الوفد الأردني المشارك في القمة العربية المنعقدة بالجزائر، بمشاركة قادة ورؤساء وفود الدول العربية، محطة قوة وتفاعل قيادي، تستند إلى مدرسة الملك الأب النبيل، الحريص على دعم مسيرة العمل العربي المشترك، واستنادا لدور الأردن الإقليمي والدولي، وقد برز سمو الأمير، باعتزاز ملكي، حضاري، عندما نبه العالم، عبر قبة القمة قائلا:

حان الوقت لنعمل معا، للوصول إلى شبكات تعاون اقتصادية عربية حقيقية وفعالة، لتضع دولنا في مكانها على خارطة الاقتصاد العالمي، فالأزمات التي يشهدها العالم، مثل تداعيات جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، تتطلب منا عملا عربيا تكامليا لمواجهتها، خاصة وأن آثارها من ارتفاع لأسعار الطاقة والغذاء، وكلف خدمة المديونيات العامة، وتباطؤ النمو الاقتصادي، تهدد استقرار الدول وأمنها المجتمعي.

... والسؤال الحاضر، المتنبئ لاستشراف المستقبل:

لنتمسك في معالم الريادة والأمن والأمان، تلك الإشارة التي تعزز تمكين الشباب، ففي قول سمو ولي العهد الأمير الحسين: «إن شعوبنا الشابة النابضة بالحياة والأحلام، أمانة في أعناقنا، وعلينا توفير الفرص التي تنمّي إمكاناتها وتطلق إبداعاتها، لتساهم في بناء المستقبل الواعد في بلادها، وتكون قوة مؤثرة لتحقيق السلام والتنمية المستدامة، لما فيه الخير لمنطقتنا وعالمنا"؛ علامة فارقة في العطاء والجمال وتبني فهم قدرتنا على التغيير الثقافي ورسم السياسات الإبداعية والتشارك مع مستقبل الأجيال.

(الراي)