قضية مخيمات اللجوء الفلسطيني في الأردن ودول الإقليم واحدة من معالم القضية الفلسطينية وعنوان لوجود احتلال منذ عام 1948 إلى اليوم، وشعب فقد ارضه وحقوقه.
وبشكل متواز بل ومترابط هنالك قضية الأونروا وهي منظمة دولية تتبع للأمم المتحدة معنية بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وتقديم الخدمات لهم، وهي منظمة أنشأها العالم اعترافا بوجود شعب ضاعت ارضه وحقوقه وخرج من بلاده إلى دول اخرى.
ولان الأونروا ليست قضية خدمات او تعليم او إغاثة فحسب فإن الأردن يقوم بجهد كبير بالتعاون مع دول عديدة في العالم من اجل ان تبقى الاونروا التي تعاني من نقص كبير في مواردها المالية والتي قامت ادارة ترامب بوقف مساهماتها في تشغيلها قبل ان تقوم ادارة بايدن بإعادة هذه المساهمة.
الأونروا مطلوب اسرائيليا وقف عملها بخنقها ماليا ولو بالتدريج لأنها شاهد دولي على قضية الحقوق الوطنية والسياسية للاجئين الفلسطينيين، ولأنها مع القرار الدولي 194 من ادوات الاعتراف الدولي بحق العودة، اي ان يبقى الفلسطيني فلسطينيا، لأن التعريف المباشر للتوطين سواء كان في الأردن او في دولة ألا يبقى الفلسطيني فلسطينيا وان يتحول إلى مواطن في دولة اخرى يمارس فيها حقوقه الوطنية والسياسية وتتحول فلسطين لديه إلى مجموعة من المقتنيات التراثية او اغنية يسمعها صدفة واشياء اخرى وجدانية، فكيان الاحتلال يريد ان يكون الفلسطيني مواطنا في اي دولة ويحمل جنسيتها ويصبح فيها مواطنا ومسؤولا وجزءا من احزابها وتنظيماتها ونقاباتها، وان يكون فيها معارضة أو موالاة فالمهم ألا يبقى فلسطينيا.
ولهذا فبقاء المخيمات ضرورة ليس لأن يعيش ابناؤها معاناة في الخدمات والمعيشة بل في مواجهة الاحتلال وعمله الذي لا يتوقف لمصادرة هوية الأرض والإنسان الفلسطيني، وهي تفرح كلما خرج الفلسطيني من فلسطينيته إلى اي هوية وفي اي بقعة في العالم.
الرؤية الأردنية واضحة في هذا الملف المفصلي، فالمخيمات تعبير سياسي عن وجود قضية للشعب الفلسطيني وحقوقه واهمها حق العودة، والأونروا يجب ان تبقى عاملة وموجودة باعتبارها تعبيرا دوليا واعترافا بوجود قضية لجوء وتشريد واحتلال، وحتى لو ان الاجيال التي هاجرت من ارضها ماتت بحكم تعاقب العقود فإن هذا لا يلغي الحقوق.
المخيمات يجب ان تبقى مخيمات في مواجهة الفكر الصهيوني الذي يعمل على تذويب الفلسطيني في دول ومجتمعات العالم، والاونروا يجب ان تبقى عاملة لأن القضية لم يتم حلها والفلسطيني ما يزال لاجئا اي ارضه محتلة وبعيدا عنها.
المراهنة على الزمن سياسية إسرائيلية معلومة، لكن مواجهتها تكون بالحفاظ على هوية الفلسطيني وحقوقه، فكلما بقي كل فلسطيني فلسطينيا بقي الاحتلال احتلالا..
(الغد)