أتحدث عن الناي المسروق من الموسيقار العالمي أنطونيو فيفالدي، الذي تم العثور عليه بعد 250 عاما من سرقته .... المهم أنهم عثروا عليه، لا أعرف إذا ما حصل الأمر بالصدفة، أم عن سابق تصميم ولاحق اصرار وترصد، أم أن السارق – أو أحفاد أحفاده بالأحرى-أحسوا بالندم وأعادوه. المهم أنهم عثروا عليه، وعاد كأن شيئا لم يكن.
يقول جبران خليل جبران، وتغني فيروز:
أعطني الناي وغني
فالغنا سر الوجود
وأنين الناي يبقى
بعد أن يفنى الوجود
ومع تحريف بسيط نحوّل كلمة (غنا) في الشطر الثاني إلى (غنى)، هذا ما حصل معناـ حيث اغتنى الكثيرون على حساب الوطن والناس، ومصمصوا دماء الوطن وقرقطوا عظامه.
بمعنى أن الناي الذي عاد الى أحفاد أحفاد صاحبه فاليفادي بعد 250 عاما، تحول عندنا الى (دربكّة) للفاسدين والمفسدين يضبط نشاز اصواتهم. .
يقول الساخر جلال عامر ما معناه (بدون العودة إلى الأصل) بأن الألمان في الحرب العالمية الثانية، عندما منعوا عنهم اسيتراد المطاط الطبيعي، قاموا باكتشاف وتركيب المطاط الصناعي، الذي أصبح فيما بعد من أهم المكتشفات الإنسانية حتى الان.
أما نحن- ومعنى القول لجلال عامر- في العالم العربي ، فقد قمنا بابتكار القوانين المطاطة، التي تشتد على الناس والبسطاء ، وترتخي عند الشلّة والشركاء بلا حدود ...
وتلولحي يا دالية .
(الدستور)