وزارة التربية ومنهجية العمل القادمة
فيصل تايه
02-11-2022 11:59 PM
أظن اننا بدأنا بتكوين تصورات واضحة عن توجهات معالي الاستاذ الدكتور عزمي محافظة ، بعد تسلمه حقيبة التربية والتعليم والتعليم العالي ، فالتوقعات المأمولة التي وصلت الى مستوى الانطباع الكامل ان معاليه وضمن استراتيجية العمل التي وضعها لنفسة ، يسعى جاهداً وبكل طاقته إلى مواجهة تحديات المرحلة القادمة بكل تفاصيلها ، خاصة كمّ الملفات التي تنتظره ، بالتعاون مع كافة المتداخلين في منظومة التعليم العام والتعليم العالي ، ومن يمد يده لهذا القطاع الحيوي السيادي الهام ، فمعالي الوزير "الدكتور" رجل أكاديمي جاء من رحم العمق التربوي الجامعي ، وله اهتمامات واسعة ومتابعات متواصلة في مجال التربية والتعليم والتعليم العالي ، اضافة الى نشاطه على مدى عقود في الحقل الطبي ، وله كذلك العديد من المؤلفات والدراسات والأبحاث في المجالات الطبية والتربوية ، ولا ننسى انه كان قد تقلد عدة مناصب قيادية في مسيرة عمله الحافلة ، فقد سبق واستلم حقيبة التربية والتعليم والتعليم العالي في حكومة دولة الدكتور عمر الرزاز وكذلك عمل عميداً لكلية الطب في الجامعة الأردنية من ثم رئيسا للجامعة ، وله مساهمات معروفة في اللجنة الوطنية للاوبئة ابان جائحة كورونا ، وعند تكليفه ضمن الفريق الوزاري الحالي في حكومة دولة الدكتور بشر الخصاونة كان رئيسا للمجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج .
اذاً ، فصاحب البيت أدرى بغدراء بيته وزواياه ، ومعالي الوزير محافظة "بحكم خبرته" يمتلك القدرة على قراءة تفاصيل المشهد العام للواقع التربوي الحالي ، ويدرك ان التعليم قضية وطنية وحضارية ، لذلك فما يدور في عقليته يتمحور حول دراسة وتقييم الظروف والمؤثرات التي اثرت على صناعة القرار في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في فترات سابقة بكل تفاصيلها وارهاصاتها ، ويفحص الاحتمالات بما يصل إلى تقدير سليم للمواقف ، في محاولات منه لانتهاج سياسة تربوية يقتنع بها قناعة تامة مستمده من مخزونه التربوي والمهني والقائمة على التخطيط الاستراتيجي ، املآ في تحديث منظومة العمل ، وتأسيس قواعد متينة لبناء مؤسسي قوي ، وتشكيل منظومة الدمج المشتركة والمنسجمة بين التعليم العام والتعليم العالي ، ما سيقود الى عملية متكاملة ومتشابكة وشمولية من الواقع التعليمي ، وبما يتوافق مع متطلبات المرحلة القادمة ، ما يعني إعادة تقييم الأدوار بحيث نصنع انساناً بتربية وتأهيل وتثقيف في مرحلة الاعداد المدرسي لتستقبله مؤسسات التعليم العالي ، وهذا يتطلب الاهتمام اولاً بمسؤولية تصحيح اعباء الحالة التراكمية العامة لتكون نابعة عن فهم عميق لمفردات الواقع ، وهذا ما بدأ يسعى إليه "الحكيم" منذ اليوم الأول لتسلمه مهامه .
ان توجهات "الدكتور محافظة" تقود الى استثمار الخبرات والطاقات والقدرات والمهارات في المرحلة الحالية ووضعها في إطار إنتاجيتها الوطنية المناسبة ، تلك هي ترجمة للرؤى الملكية السامية في الاستثمار الأمثل للموارد البشرية ، وبشكل قادر على التفاعل مع كافة أركان المجتمع التربوي الأردني ، في إطار المعايير المهنية الوطنية التخصصية ، ووفقاً للخبرات والقدرات واحتياجات الميدان الحقيقية ، وبما يتناسب مع اطر الكفايات الجديد الذي يتضمن الكفايات الوظيفية والتربوية العامة ، والكفايات المعرفية والمهنية التخصصية ، ما يشكل عمليه تكاملية تقود الى العدالة والمهنية والعمل الجاد .
اننا ومن خلال التوجهات الحكومية للمضي في خطة تحديث القطاع العام والتي تُشكِّل الرَّافعة الأساسيَّة لرؤية التَّحديث الاقتصادي ولمشروع التَّحديث السِّياسي ، مقبلون على منحى يحتاج الى استشراف المستقبل ، والدفع باتجاه مسيرة تربوية تحمل الخير والطمأنينة ، والتي تحتاج إلى إرادة صلبة وعزيمة قوية ، وتواصلاً عملياً مع الجهود البناءة للخيرين من أبناء هذا التكوين الاشم ، والتركيز على الاستعانة بالفاعلين التربويين من الميدان التربوي الزاخر بالكفاءات الاكاديمية ، من أجل حسن العطاء والمثابرة على تحقيق الانجازات ، ومباركة ومساندة ابناء الوطن لما هو آت ، فمؤسسات التربية والتعليم والتعليم العالي بحاجة ماسة للتزود بالكفاءات البشرية والقيادات الكفؤة التي تساعدها على تحقيق الأهداف المرجوة ، وصولاً الى الجودة في المخرجات ، عبر تجنيد الإمكانيات للنهوض بمستوى الأداء ، ما يحتاج الى تحسين مدخلات ومخرجات نظامنا التعليمي بالكامل ، مع تنامي وتيرة التفاعل الإيجابي مع دعوات الإصلاح المنهجي والمؤسسي لهذا القطاع الحيوي الهام .
وأخيرا وان اطلت ، ومع "الوزير الحكيم" فانني ارى ان منظومة العمل تتجه نحو تبنى مفهوم جديد يتجاوز التراكمَ إلى الفاعلية ، والاستيعابَ إلى الإبداع والإخصاب ، حيث نتمنى قيام علاقة ايجابية تفاعلية بقدر الإنجاز ، والتي ستشكل وسيلة ضرورية للتأثير الفعّال ، لتسود علاقاتُ التفاعل الإيجابي بين كافة الفاعلين التربويين ، وبذلك يمكن تبنّي نهج إبداعي يعتمد كبؤرة مركزية للعمل ، فهو السبيل الوحيد لتحرير الطاقات والمضي قدماً في مشروعنا الوطني الكبير .