لاسرائيل اصدقاء في عمان ، يزورون السفارة الاسرائيلية ، في الظلام ، وينفخون كروشهم بالمال الحرام ، وفي حالات يشربون نخب قيام اسرائيل ، في ذكرى احتلال فلسطين.
مع هؤلاء متسللون عبر الحدود ، يسافرون ويتاجرون ، يستوردون وُيصدّرون. قلوبهم سوداء ، لانهم اغمضوا عيونهم عن وطن تمت سرقته ، وعن شعب ابيد ، وعن شعوب عربية يتم نحرها من الوريد الى الوريد.
هؤلاء ايضا خناجر مسمومة في ظهر الاردن ، فمن ينسى فلسطين ينسى الاردن كذلك ، ومن يبيع ويشتري ، فان الاربح له ان تكون تجارته بالجملة وليس بالمفرق.
الشرف يفهمه بعض العرب ، انه شرف "العورة" فاذا سلمت العورة ، سلم الشرف ، هذا على الرغم من ان الشرف اعلى مرتبة من قصة "العورة" وانتهاك حرمتها ، فحتى شرف "العورة" قابل للترقيع ، اما الشرف "الوطني" فلا يصح معه الترقيع.
حتى الزيتون تمت خيانته ، وتحميل ثماره الى اسرائيل ، خطيئة ما بعدها خطيئة ، سيحصدون كلفتها في يوم ما.
هل الذين يتسللون في جنح الظلام لاقامة علاقات مع اسرائيل ، بقي لديهم شرف؟. السؤال خطر في بالي ، وانا اتأمل حجم التجار والسماسرة ممن يتاجرون مع اسرائيل ، واولئك الذين لديهم القدرة على ابتلاع "الكاشو" كحرباء الحقل ، في بيت السفير الاسرائيلي في عمان.
ماذا يفعل بعضنا حين يسافر الى اسرائيل؟ هل القصة قصة نزهة؟ واين السؤال لكل واحد عن سر اتصالاته باسرائيل وتجواله في مدن الحرير الفلسطينية المسلوبة.
الفان وخمسمائة سلعة اسرائيلية تم اعفاؤها من الرسوم الجمركية ، وهي سلع تتدفق الينا ، ومعها خضار وفواكه ، وفوقها اختراقات سياحية ، وعيون مفتوحة على الاردن.
هل تصدقون ان السفارة الاسرائيلية في عمان ، تصور وتبرق الى تل ابيب حتى بأسماء الموتى المنشورة اسماؤهم في الصحف الاردنية ، واذا كانت اسماء الموتى تهمهم ، فما بالنا بما يفعله الاحياء منا؟.
العلاقة مع اسرائيل علاقة كريهة ومرفوضة. علاقة مقيتة. والذين يتسللون من بين ظهورنا من سياسيين واعلاميين واقتصاديين ، وتجار وسماسرة عليهم ان يتوقفوا عن هذه الحياة الرخيصة ، لان نهاية الانسان جثة ترمى في قبر. تتعفن وتتحلل ، وسيتم سؤال روحها ، عن كل افعالها المشينة.
اذا لم تكن قادراً على خدمة الاردن وفلسطين. او الوفاء لهما. فلا تطعنهما في الظهر. اجلس في بيتك وتطهر من سوء السمعة والخاتمة. ولا تشعل النار في بيادرنا.
الذين يجلسون ويأكلون "الكاشو" ببلاهة ورخص في بيت السفير الاسرائيلي في عمان ، عليهم ان يعرفوا انهم عدو لنا ، لان من يتصل بالاسرائيلي ، لا بد ان يقدم ثمناً ما ، والثمن هنا مرتفع جداً.
التسلل الاسرائيلي في الاردن يزداد يوما بعد يوم وباشكال مختلفة ، والقصة لم تعد قصة التطبيع والترحيب به او مقاومته ، انما قصة اصدقاء اسرائيل في عمان ، والذي يقدمونه من خدمات "جليلة" لاسرائيل.
الذي يخون محمداً صلى الله عليه وسلم ، يخون اي شيء اخر.. أليس كذلك؟.
mtair@addustour.com.jo
الدستور