إعترف موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس أمام إجتماع لقادة الفصائل الفلسطينية، حيث عقد في مقر الجبهة الشعبية في دمشق يوم 27/06/2007، إعترف أن حركة حماس "تعرضت لخسارة سياسية وجماهيرية" بسبب الحسم العسكري الذي لجأت إليه في حل خلافاتها مع حركة فتح، وأقر أبو مرزوق "أن الإقتتال أضر بسمعة الحركة وبمكانتها"، على الرغم من المكاسب العسكرية التي حققتها، وإظهار قدرتها على الحسم والتخطيط والتنفيذ.إعتراف أبو مرزوق في الإجتماع المذكور الذي قاده أبو أحمد فؤاد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، والنتائج التي ألت إليه عملية الحسم وفق تعبير أهل دمشق أو الإنقلاب العسكري وفق أهل فلسطين،إضافة إلى تداعيات هذا الحسم أو الإنقلاب، وبمجمله، أي بمجمل الإنقلاب و ما أدى إليه والاستحقاقات المطلوبة من حماس تشبه ذلك "الواوي الذي بلع المنجل" حيث ستظهر عليه أوجاع وعذابات إخراجه أو التخلص منه، وما الإعتراف الذي قدمه أبو مرزوق سوى بداية الوجع الذي تهرب من الإعتراف به خالد مشعل نفسه، الذي شارك إسماعيل هنية المباهاة في تبني الإنقلاب، فترك موسى أبو مرزوق ليقوم بدور الإقرار بالخسارة السياسية والجماهيرية التي تعرضت لها حماس وكتائب القسام وقوتهما التنفيذية التي نكلت بالمناضلين وأعدمتهم وسحلت بعضهم في الشوارع أمام ذويهم وأمام الناس.
المصيبة ليست في موسى أبو مرزوق وفي إعترافه وإقراره بل ببعض الذين استمعوا إليه، حين عبر بعضهم عن تطرف أعمق وغياب أي إحساس بالمسؤولية!! ولما لا طالما أنهم يتمتعون بالحماية ويعيشون الرفاهية ولا يتحسسون معاناة شعبهم؟؟ فقد عبر عمر الشهابي من القيادة العامة وأبو موسى قائد فتح الأنتفاضة وفرحان أبو الهيجاء من الصاعقة عن مواقف تجاوزت إنقلاب حماس وتفوقت عليها، فقد عبر الشهابي عن رضاه عن إنقلاب حركة حماس يوم 14/06/2007 بقوله: "حسناً فعلت حماس أنها قلبت الطاولة على رؤوس أصحاب المشروع المعادي، وهذا بحد ذاته إنجاز. وحماس لم تقم بانقلاب بل محمود عباس هو الذي إنقلب ، وهو مثل السنيورة مع المخطط الأميريكي ضد المقاومة وسوريا وإيران".
أما فرحان أبو الهيجاء من الصاعقة فقد قال: "طرد التيار المتأسرل كان مفيداً للجميع، وما صدر عن اللجنة التنفيذية وعن المجلس المركزي باطل وغير شرعي وأبو مازن هو الذي قاد الإنقلاب".
أما أبو موسى حسب محضر الإجتماع فقال: "هناك نهجان متصادمان لا يمكن الجسر بينهما، حيث لا تعايش بين نهج التفريط ونهج المقاومة وأشك أن تقع المصالحة الفعلية بينهما، والحديث عن إعادة بناء المنظمة إستهلاكي، ولا يوجد مخرج إن بقي عباس وجماعته في السلطة، والمخطط الأميريكي يفعل فعله في فلسطين ولبنان والعراق والسودان والصومال، وفي مواجهة سوريا وإيران".
ولكن الإجتماع لم يقتصر على وجهات نظر المتطرقين، بل شمل مواقف مسؤولة ومعتدلة عبرت عن شجاعة في فهم الصراع والإنقلاب بل وفي تقديم مخارج وحلول للمأزق الذي أوقعت حركة حماس نفسها فيه، فقد عبر ممثلو الجبهة الديمقراطية وجبهة النضال وجبهة التحرير الفلسطينية وحتى الجهاد الإسلامي، عن رفضهم لخيار الإقتتال وأساليب الحسم العسكري لحل المشاكل والخلافات السياسية وطالبوا بالحوار الوطني الشامل (حسب ممثل الجهاد) وبلغة العقل والحكمة وأن لا يكون السجال عبر الإتهامات المتبادلة كما قال أبو نضال الأشقر (التحرير الفلسطينية) بينما عبر خالد عبد المجيد (جبهة النضال) عن ضرورة ممارسة الضغط بإتجاه الحوار وطالب حماس بشكل واضح بشيئ من المراجعة والمرونة، أما ممثل الديمقراطية فقد دافع بصلابة عن قرارات المجلس المركزي وإعتبرها بمثابة مراجعة نقدية يجب التوقف عندها وتبنيها للخروح من حالة الإنقسام والإقتتال والتمزق.
شعب فلسطين في وطنه وعلى أرضه وفي مواجهة عدوه في واد وبعض قيادات دمشق في واد آخر، فلغتهم ومصالحهم وإرتباطاتهم تفرض عليهم أجندة، ليست أجندة الصامدين في وجه الإستعمار والإستيطان والحواجز والإغتيالات والجوع والعذاب اليومي، فقادة السجون أخرجوا وثيقة الوفاق الوطني يوم 27/06/2006 وبعض قادة فصائل دمشق أثمروا المزايدات والصوت العالي، ويجب محاسبتهم ليس فقط لأنهم هربوا من العودة إلى الوطن بعد أوسلو كما فعل بعض من رفض أوسلو من قيادات الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية، بل يجب محاسبتهم على عجزهم وفشلهم في إدارة مخيمات لبنان وعدم توفيرهم الكرامة ولقمة العيش والغطاء القانوني المحترم لأهل المخيمات في لبنان بل لأن عشرات الآلاف من أهالي مخيمات لبنان هربوا إلى الدول الإسكندنافية وألمانيا من جحيم نفوذهم في مخيمات لبنان، وبعد هذا هل ثمة بقية من خجل سياسي لدى بعض هؤلاء؟؟