على هدير البوسطة .. من مرج الحمام إلى صويلح
د. ذوقان عبيدات
31-10-2022 07:14 PM
( ١ )
حين تتعطل سيارتك وعليك الذهاب إلى عملك، ولا تعرف التطبيقات الحديثة مثل أوبر، كريم، فإنك تضطر للوقوف بانتظار تاكسي. حين تحتاج إليهم يأتونك محمّلين بغيرك فلا يعيرونك أي اهتمام خلافًا لما يفعلونه حين يحتاجون إليك!
بعد وقفة طويلة جاء باص ينقلك إلى أقرب مكان من عملك!
( ٢ )
في الباص
دخلت الباص ، توقفت عند مدخله، لا موطئ لقدم ، دفعني الكونترول، وقف أحد الشباب ليجلسني لأنني من وجهة نظره كبير سن، حاولت ثنيه عن أدبه
ولكنه أصرّ ،فجلست!
( ٣ )
أنا والقانون
حمل الباص ضعف قدرته ! نادى الكونترول بصوت عالٍ: أسدلوا الستائر ! حسبت أنه يريد حمايتنا من الشمس والريح ،سألت جاري:
لماذا يغلق الستائر؟ قال: لكي لا يراه رجال المرور!
عندها عشت صراعًا ، هل أتمنى أن يرانا رجل المرور فيوقف رحلتنا أم نمضي دون أمان إلى أعمالنا؟
مررنا بعدد لا يقل عن ست وحدات أمنية، فلم يوقفنا أحد! لست أدري لماذا كنت أتمنى أن يوقفونا، لكن ذلك لم يحصل!
( ٣ )
ثقافة وطنية
في رحلتك تتعرف على مناطق ومحطات مثل، المناصير ، الخارجية، الصناعة، النهضة، زين ….الخ، وهي مناطق معروفة لدينا دون معرفة أسمائها ومكانتها في رحلة الباص! فاجأني الكونترول: طلب مني نصف دينار؛ سألت لماذا؟ قال: الأجرة! بتتخوّث يا أستاذ!
( ٤ )
مدخلات ومخرجات
الباص نظام متكامل له مدخلاته ومخرجاته وعملياته، ففي كل محطة ينزل عدد ويصعد آخرون ويكون للمكان دور في تحديد مستوى النازلين والصاعدين، فللعمال أماكنهم وللموظفين كذلك مع صعوبة التمييز بينهم
حسب الملابس! المهم الباص مزدحم إلّا قبيل نهاية الرحلة!
( ٥ )
على هدير البوسطة
لم ينس مسؤولو الرحلة: السائق و الكونترول من إمتاع الراكبين!
أسمعنا أغنية فيروز: على هدير البوسطة وسط ضجيج غير مألوف، وكان السائق عبر الرحلة يمارس حقه في التدخين في مكان ضيق!
أعجبتني طبيعة العلاقات بين الكونترول والسائق! فالكونترول يصدر الأوامر ، ولم يعصِ السواق أمرًا أصدره الكونترول
والنتيجة:
وصلت لعملي بإحساس كبير بمساهمتي في قبول انتهاك القانون، وكان بالإمكان لأي رجل مرور وقف المهزلة!!