الحكمة ضالة الإنسان وبوصلته في ما يقول وما يفعل ، ورأس الحكمة وبلا منازع ، هي مخافة الله جل جلاله عند كل تصرف قولا أو عملا .
جاهل مسكين من لا يخاف الله ويتصرف كما لو أن الدنيا ملك يديه ، وراشد عاقل من يخشى الله في كل حركة وسكنة وتصرف .
الدنيا حياة غرور مهما زانت لبعضنا ذات زمن ، والدنيا دوارة تنذرنا في كل لحظة بأن الله تعالى يمهل ولا يهمل ، وبأن غضبه وسخطه سبحانه وتعالى لا يبقي ولا يذر .
لا تخف ايها الإنسان ممن يخاف الله ويرجو رضاه ، فالخوف فقط هو ممن لا يعرف الله ولا يخاف بالتالي عقابه في الدنيا قبل الآخرة.
من يؤمن بالله ويخشى سخطه ، يفكر كثيرا قبل اتخاذ القرار أو التصرف أو القول ، ومن هو ساه لاه يتنعم بزينة الدنيا الزائلة لا محالة ، لا وجود لمخافة الله في ذاته أو ضميره ، فهو خراب لا عمار فيه ، وهو صانع حقد وكراهية وفتنة بين الناس ، وحسبه انه كذلك ، والله بامره بصير .
لن اطيا أكثر، فمن يعرف الله حق معرفته ، له الفوز في الدنيا ولو بعد حين ، وفي الآخرة حتما ، ومن كان غير ذلك يظلم ولا ترف له جفن ، فهو مسكين عقل والله جل في علاه له بالمرصاد.
نعم ، رأس الحكمة والرشد وحسن الخلق والعدل ، هو مخافة الواحد الأحد تبارك وتعالى، وباب التوبة مفتوح لكل من فكر واهتدى، اما من جرفته الدنيا ونعيمها واعمته عن مخافة ربه، فأمره عند عزيز مقتدر . وهو سبحانه من أمام قصدي.