سمعتُ هذا المصطلح منذ أيّام.. أعجبني وشدّني واختصر كلامًا كثيرًا.. بل سمعته بالجمع وليس بالمفرد «عواجيز الفرح».. وهم أولئك الذين يجلسون في أي حفلة فرح ولا يعجبهم العجب.. ينتقدون اللمبات و الكراسي و العريس وأهل العروس .. ينتقدون الشباشب والكنادر .. وحين لا ينتهون؛ يتذكرون أن مكان الفرح غير لائق وأن كل شيء (انسلق سلق) .. المهم أنهم يبرون ألسنتهم على الهدم..!
ليست المشكلة في العرس و الحفلات.. لأنها ماضية وتنتهي على خير رغم العواجيز وألسنتهم المنحرفة وقلوبهم ذات النوايا المتقلِّبة.. بل المشكلة في «عجوز الفرح» الذي يقف لك في كلّ درب ويقعد لك في كل مرصد.. في العجوز – حتى لو كان شابًا- ويخرِّب عليك تجاربك في الحياة ولا يسمح لك في أن تمضي فيما تريد..! المشكلة في عواجيز الفرح الذين لا يعجبهم ما تفعله أنت حتى لو كان الذي تفعله هو حرفيًّا ما طلبوه منك..!
حكايتنا مع عواجيز الفرح دائمة.. ولا أتكلّم عن الثرثارين الذين لا يملكون غير هدر الوقت بالكلام على الطالعة والنازلة؛ بل أتكلّم عن الذين يمنعون كل فضاء ولا يرضون غير دخولك الأنفاق المظلمة ليبقى كل أملك في الحياة أن ترى آخر النفق..!
عجوز الفرح قاتل اقتصادي وسياسي وثقافي واجتماعي.. متى عرفتموه فقد عرفتم نهاية النفق.. وخرجتم منه ولو حفاة عراة بأيديكم رغيف خبز وبصلة..!