قد يستغرب البعض ما علاقة الاجهزة الامنية بموضوع السياحة العلاجية، لكني هنا بصدد توضيح بعض الامور المهمة والجهد الكبير الملقي على الاجهزة الامنية .
كان الاردن من أهم دول العربية ووجهة مهمة جدا للأخوة العرب الراغبين للعلاج بالأردن ودخل الاردن كان يعادل مليار دينار سنوي، وشهد الاردن نشاطا مهما مما ساعد وساهم بخدمة قطاعات مهمة من السكن والنقل والمطاعم وغيرها .
وللأسف اتهم البعض المشافي والاطباء بالحد من دخول الأخوة الراغبين بالعلاج للأردن، علما ان دول مثل السودان وليبيا واليمن والعراق وسوريا التي كانت تشكل الاغلبية العظمى من الراغبين بالعلاج قد تدهورت اوضاعها الامنية وتشهد بعضها ان لم تكن معظمها حروبا اهلية طاحنة والظروف المادية الصعبة التي يعانيها ابناء تلك الدول .
كان لا بد من مراجعة لهذا الوضع ووضعت جمعية المستشفيات الخاصة برامج وعملت جهدا مميزا وسعيا كبيرا قام به رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري لتجاوز هذه المحنة الكبيرة والتي وصل بها الحال ان بعض المشافي مهددة بالإغلاق وبعضها لم يسلم العاملين لديها رواتبهم، ولكن الاهم بالموضوع امام تدفق مواطنين من هذه الدول وضع الاجهزة الامنية ومؤسسات الدولة امام مسؤولية كبيرة جدا، فتمثل دورها بالتدقيق بالراغبين وسجلهم الامني حفاظا على امن واستقرار الاردن.
للأسف اعتمد الكثيرين من ابناء الدول المذكورة حجة الحضور للعلاج للوصول الى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لتقديم طلبات لجوء مما تطلب بقائهم بالأردن فترات طويلة واعتماد الاردن محطة ترانزيت، لنأخذ على سبيل المثال الأخوة السودانيين فالمشافي تتعامل مع تقارير طبية وكذلك الاجهزة الامنية وما ان يسمح للمريض بمراجعة المشفى مرة او مرتين ثم يغادر للعمل في مجال الرعي والزراعة او عمال خدمات كما نشاهدهم بقاعات الافراح والاتراح .
اصبح من الصعب تحديد من هو المريض الراغب بالعلاج ومن القادم من اجل العمل او طلب اللجوء، فكان للأجهزة الامنية دورا مميزا وخبرة بالتعامل مع هذه الحالات متحملتا مسؤولية كبيرة وعبء امني مهم، فلا يحق للمستشفى حجز حرية مريض وإرغامه بالدخول للمستشفى ولا يحق حجز جواز سفرة ولا يمكن متابعته من هنا نجد ان المستشفيات تواجه صعوبة كبيرة بهذا الخصوص، والاجهزة الامنية معنية بمتابعتهم والتحقق من هوياتهم وانتماءاتهم وأمور اخرى .
حقا اننا امام معضلة مهمة وكبيرة جدا، اقترح ان نواجه الموقف بطريقة اخرى غير المتبعة ولنأخذ الأخوة السودانيين كمثال:
اولا: الراغبين بالقدوم للأردن عليهم التصريح بذلك وتطبيق تعليمات وقوانين وزارة العمل .
ثانيا: وضع كفالة مالية كبيرة وتسجل لحساب الحكومة الاردنية ووضعها بالسفارة الاردنية بالخرطوم والمعروف عنهم تعاونهم الطيب وتصرف هذه الكفالة في حال تجاوز المريض مدة التأشيرة تأخذ من اهل المريض الراغب بالحضور .
ثالثا: تصويب اوضاع الأخوة الموجودين على الارض الاردنية ونكون قاعدة بيانات بهم .
رابعا: اعتماد تقارير طبية موثقة من وزارة الصحة السودانية للراغبين حقا بالعلاج .
الامر المهم اننا نواجه منافسة حقيقية من دول مثل مصر وتونس والهند وتركيا وهناك اعداد كبيرة جدا اصبحت وجهتها هذه الدول ويشكل ذلك خسارة كبيرة للأردن .
نتأمل خيرا بمؤتمر السياحة العلاجية الذي سيتم تحت الرعاية الملكية السامية بعمان الشهر القادم بجهود طيبة من جمعية المستشفيات ورئيسها الدكتور فوزي الحموري .
الحق يقال إن الجميع عمل بأمانة وتعاون للمصلحة الوطنية بدءا من وزارة الداخلية والعاملين بالمطار مرورا بالأجهزة الامنية العين الساهرة وجمعية المستشفيات.