القيادة بحب أسمى وأرقى أنواع القيادة وهي فن من فنون العطاء بلا حدود. كم نحن بحاجة لقيادات نحبها في كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والأكاديمية وغيرها؛ لما لهم من أثر جميل ينعكس إيجابا على منظومة العمل وثقافة المؤسسات والمجتمعات ككل. ان يتبنى القيادي هذا الفن خلال إدارة المؤسسة والتعامل مع العاملين سيكون له المردود الإيجابي على مخرجات المؤسسة وجمهورها.
من اجمل صور القيادة أن يتم تحفيز وتعزيز الفئة الشبابية واطلاق طاقاتهم الإبداعية نحو الأفق لبناء مجتمع متوازن يسعى نحو رفعة الوطن. وخصوصا ان هذه الفئة تحظى برعاية جلالة سيدنا والذي طالما أكد عبر خطاباته على دور الشباب في بناء الوطن واهمية رعايتهم وتحفيزهم ورفع سقف طموحاتهم وتوفير كافة سبل الدعم لهم. وهذا النهج الذي تبناه جلالة سيدنا كان بمثابة رسالة لكافة القيادين وأصحاب القرار في الأردن لرعاية الشباب لما لهم من دور هام في نهضة الأردن.
القيادة بحب تجسدت في موقف استوقفني مؤخرا من شخصية اكاديمية فذة تبنت شعار القيادة بحب مع العاملين والطلبة من خلال حرص رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور فواز عبد الحق الزبون على حضور مناقشة رسالة الماجستير لأحدى الطالبات والتي هي من ذوي الاحتياجات الخاصة. رغم كثرة انشغالاته وارتباطته في العمل الا انه آثر ان يكون متواجدا بين الحضور دعما وتحفيزا لهذه الطالبة.
اعتقد ان البعض يرى ان هذا الموقف بسيطا, لكن لو فكرنا مليا بالأثر الطيب الذي تركه حضور رئيس الجامعة على نفسية الطالبة وذويها ولجميع الحضور, من المؤكد ان تواجده بمثابة الحافز والدافع للطالبة للمضي قدما نحو تحقيق طموحاتها وتطلعاتها, وسيترك ايضاً اثراً إيجابياً على الحضور وكذلك على الهيئة التدريسية.
هذا الموقف يحمل في طياته الكثير من الدروس والرسائل الأخلاقية والقيادية الهادفة لجميع العاملين في الجامعة والطلبة لينتهجوا هذا النهج في التعامل الإنساني وهو درس في التواضع وبث روح المسؤولية لدى الجميع نحو الشباب.
اقولها بتجرد كم نحن في هذا الوطن بحاجة لشخصيات قيادية أمثال الدكتور فواز الزبون الذي اثبت انه الرجل المناسب في المكان المناسب, وترجم مقولة جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني بأن يكون المسؤول قريبًا من المواطن وفي الميدان يتلمس احتياجاته, وهذا ما اثبته الدكتور فواز من خلال ادارته للجامعة الهاشمية.
هذا القيادي الذي عرف التفنن بترجمة المعارف والمهارات والأخلاق المهنية على ارض الواقع ولم يطلق الشعارات الرنانة بدون فعل. هو رجل صاحب (قول وفعل) يحبه ويحترمه الجميع ويجد فيه الأب والقدوة والمثل الأعلى في الميدان التربوي والأكاديمي والإنساني. مثل هذا الموقف يترك فينا أثرا جميلا يجعلنا نتأمل ممارساتنا ونفكر مليا كيف نهذبها بحيث ترتقي لمثل هذه الاخلاق الرفيعة.
بكل امانة ليس لدي أي غاية من وراء ما كتبت, لكن مثلي مثل أي مواطن يحلم بمثل هذه القيادات لتشغل المناصب الهامة في مؤسساتنا. قيادي همه أولاً وأخيرا مصلحة الوطن والمواطن, يتحلى بالإنسانية والأخلاق الرفيعة, متواضع وقدوة للجميع.
شكرا من القلب لكل من يعمل بحب ويقدم بحب ويمارس دوره القيادي بحب وكم نحن بأمس الحاجة لمثل هؤلاء القادة في الميدان.