( في رثاء الدكتور المُهندس عدنان الكيلاني)
أنا عدنانُ من طوباسَ
يا أهلي
ويا بغدادُ .. يا عمّان
أنا حبٌّ.. أنا عِلمٌ..أنا عَملٌ.. أنا ايمان
فدائيٌّ أنا.. و سلاحي الأقلام
أنا العَرَبِيُّ و المُتعلّمُ.. الانسان
فَرْعٌ خَيِّرُ الثّمراتِ من عدنان
حَملتُ العِلْمَ مُنْتَفِضاً
جعلتُ الجامعاتِ وغى
و قُمتُ أُعلّمُ الطُلاّبَ و الصّناعَ
كيف مَصانعٌ تُبنى و كيف تُعَمّرُ البُلْدان
وكيف تُصَنّعُ الأتراسُ و الأقواسُ
و الأسنان
و كيف الوزنُ تَحْسِبُهُ
و كيف تُعايرُ الأوزان
و كيف يُزادُ إنتاجٌ و كيف تُعاظَمُ الجدوى و كيف يُقلّلُ الفقدان
و كيف الصُّلبُ تَصنَعُهُ
تُحمّيه على مَهْلٍ
بأقدارٍ مُحدّدةٍ
على النيران
لِيُصْبحَ طيّعاً مَرِناً
و تَدْفعهُ إلى الاذعانْ
و كيفَ تُعيدُهُ صَلْباً
إذا ما شِئتَ كالصّوان
و ما لونُ الحديدِ إذا
سخّنتهُ
و صّهَرْتَهُ
و خَلَطّهُ بِمَعادِنٍ أُخرى
و كيفَ تَزيدُ قُوّتَهُ
و كيفَ تُفَسّرُ الألوان
و كيف تَقومُ تسبِكُهُ
و تَسْكُبُهُ
و كيفَ يَكونُ قالِبُهُ
و كيفَ تُصنّعُ الأفران
و كيفَ الصُّلبُ يَصْقُلُ بعضُهُ بَعضاً
و يَقْطَعُ بعضُهُ بَعضاً
و تنْحِتَهُ إذا ما شئتَ كالفنانْ
و كيف الماكناتُ لها نظائِمُها كما الأفلاك
في الدّوران
و كيفَ العِلمُ نَرْفَعُهُ
لِيُصْبِحَ صرحنا الأعلى
و كيف الحُبُّ للأوطان
و كيفَ يُحَرّرُ الانسان