التقيت بها قبل ما يقارب عشر سنوات كبداية تعيينها مديرة مدرسة في مدرسة البتراء الحكومية المختلطة وتصادفت مع دخول ابنتي الى الصف الاول حيث كانت تراودني افكارا ومخاوف من المدارس الحكومية التي للأسف احيانا لا تحظى بسمعة طيبة في مجتمعنا.
المربية الفاضلة سوسن بركات استلمت المدرسة حيث كانت مدرسة حكومية عادية جدا تعاني من العديد من المشكلات كغيرها ومنذ ذلك الوقت وعام وراء عام تقوم ست سوسن بتطوير نموذجي للمدرسة وبشهادة الجميع حيث قامت بضبط العدد الكبير في المدرسة وخاصة في ظل انتقال الطلبة الى المدارس الحكومية وهذا يعد من اصعب المشكلات التي يمكن التعامل معها اضافة الى خلق بيئة صفية متوازنة وتنسيق ما بين المعلمين وتلك الاعداد الكبيرة بالإضافة إلى المشاركة في العديد من الأنشطة السنوية وبالتعاون مع المدارس الاخرى ومع المراكز الاجتماعية ومديريات التربية وحتى المجتمع المحلي ولم تدخر أو تبخل باي جهد يمكن ان يساعد في تطوير المدرسة ومن المؤكد ان ما لمسناه من تقدم وتطوير كان ورائه جهود عظيمة لم نرى منها الا النتائج.
قبل ايام قليلة مررت بها لألقي عليها التحية بعد ان تخرجت ابنتي من المراحل الاعدادية الى مدارس اخرى فوجدتها تلملم قصص نجاحها وبعض من اوراقها حيث اختارت التقاعد
هدوء في ساحات المدرسة التي تحمل جدرانها العديد من الرسومات الجميلة والأنيقة كانت تودع بصمت انجازاتها الرائعة حالها حال الكثيرون ممن لا ينتظرون مقابل
عندما تدخل الان الى مدرسة البتراء الحكومية وبعد سنوات عديدة من التعب والجهود الكبيرين تلاحظ تماما انها مدرسة ريادية نموذجية بامتياز حيث الانضباط الملحوظ ونظافة قل ما نجدها في مدرسة حكومية التزاما للطالبات والمعلمين ونتائج مثمرة لجهودها.
شكرا من كل قلوبنا للسيد الفاضلة سوسن بركات على كل ما قدمته من عطاء ومثابرة واشهد انا شخصيا بانها كانت دون كلل او ملل ومقالي هذا ليس سوى رسالة امتنان لما قدمته لبناتنا على مدار اكثر من عشرة سنوات.