برؤية سياسية عميقة تخاطب الظروف العامة بالبلاد وبميزان دقيق وحساس ، أجرى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة اليوم ، تعديلا على حكومته متسلحا بثقة الملك وبإنجازات حكومته على امتداد عامين .
كان من الضروري إجراء التعديل لدخول الحكومة مرحلة جديدة من العمل وفتح ملفات جديدة وإيجاد عملية عصف للملفات على طاولتها ، وهذا واضح من المناقلات بين بعض الحقائب ، كما يشير التعديل الأخير إلى أن الحكومة دخلت فعلا في تنفيذ الإصلاح الإداري ، حيث عين نائبا لرئيس الوزراء من مهامه التطوير الإداري ، وتغيير مسمى وزارة الدولة لشؤون الإعلام إلى وزارة الاتصال الحكومي حسب ما ورد في خطة التطوير الإداري ، وتميزت الشخصيات الجديدة المنضمة للحكومة بخبرات كبيرة بالملفات التي أوكلت لها ، وهذا يشير إلى عمق الدراسة التي أجراها الرئيس الخصاونة لاحتياجات حكومته حيث حدد خياراته بدقة ، وللإنصاف فإن الحكومة منذ عامين "تاريخ تشكيلها" أنجزت ملفات كثيرة وهامة سواء على مستوى الإصلاح سياسيا واقتصاديا وإداريا ، ناهيك عن الملف الصحي الذي استلمته الحكومة بأدق الظروف وأصعبها وكان إنجازها كبيرا في هذا المجال من حيث مواجهة الوباء وتدعيم البنية التحتية لهذا القطاع الذي يتعلق بحياة الأردنيين جميعا .
نجحت الحكومة عبر عامين من عمرها في تجنيب البلاد الأزمات وهذا يعود كما أشرت سابقا إلى عمق فهم الرئيس الخصاونة للتكليف الملكي ومفاصل رؤية الملك لمشروع الأردن الحديث .
عمل الرئيس منذ استلامه مهامه على مواجهة الصعوبات الاقتصادية التي تواجه البلاد بكل السبل المتاحة والإمكانيات المتوفرة ، لم يعط الوعود التي من غير الممكن تنفيذها ، وصارح الناس بطبيعة الظروف ، وإنه سيعمل وحكومته على الاشتباك معها وسيقدم للمواطن الأردني كل ما هو ممكن للتخفيف عنه ، وهذا ما حدث على أرض الواقع فمعظم الذي قطع وعدا به رأينا تنفيذه .
الحكومة اليوم تسري بها روح جديدة وهذا يؤشر إلى طريقة الرئيس الخصاونة في الإدارة والحكم والعقلية التي تزين الأمور بميزان المصلحة الوطنية بعيدا عن الشخصنة والمصالح الضيقة . نتمنى أن يكون القادم أفضل بجهد وطني كبير للجميع ..