تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش.
الإنسان ليس عبدا للمال ولا مكتنزا له ولا ناظرا اليه كبنيان شاهق يصعب الوصول اليه، بل المال وسيلة للانفاق منه بالقدر الذي يلبي الحاجة الاستهلاكية ونفع الآخرين منه اما بالصدقة وأما بالاستثمار في مجالات عدة يستفيد منها صاحب المال ويستفيد منها الآخرون بالعمل والارتزاق وهنا الفائدة مزدوجة فصاحب راس المال وهو يبحث عن الربح وتنمية ماله يخدم بطريق غير مباشرة الآخرين الباحثين عن عمل وهي اليد الخفية التي تغني الناس وتسد حاجتهم وتشبع رمقهم.
صحيح ان راس المال جبان يخشى صاحبه من الدفع به نحو التشغيل تحت ظروف عدم التأكد َوالموثوقية من إيجابية الاستثمار َوتحقيق الربح ولكن هذا ينبغي أن لا يصد صاحبه عن الجرأة والمغامرة في تشغيل المال وتوظيف الباحثين عن العمل.
وهنا ينبغي تهيئة الأجواء الاستثمارية وتحفيز النشاط الاقتصادي وفتح آفاق العمل بعيدا عن المعيقات والعثرات واصطناع الحواجز المانعة وسلوك الموظفين المحبط للاستثمار.
السبيل الوحيد لدفع عجلة النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وكبح جماح البطالة ومحاربة بؤر الفقر هو بتسهيل طريق الاستثمار وإزالة كل العقبات من أمامه والاستفادة من دروس الماضي وتعظيم الإيجابيات ونبذ السلبيات وطرحها جانبا.
وبغير ذلك يبقى صاحب راس المال عبدا لماله واداة لاكتنازه.