بعد كل تذمر نجد من يشكك، ومن يقول أو يكتب: (لمصلحة من؟).
الغريب في هذه العبارة أيضا أنها معتمدة من قبل الجميع: اليسار واليمين، وما بينهما من أشكال وألوان وأطياف دينية أو علمانية او قومية أوإقليمية. إنها عبارة عابرة للأيدولوجيات ولجميع المواقف السياسية والدينية والقومية.
يختلفون على كل شي تقريبا، حتى على زرقة السماء ولمعان النجوم، لكنهم يتفقون على تخوين الآخر واتهامه بالعمل ضد مصلحة الوطن والشعب والأمة، إما عن سابق تصميم، أو دون أن يدري بأنه يخدم الأعداء ..كل هذا لمجرد أن هذا الآخر يختلف معهم في موقف ما أو في تقييم حدث ما.
عندما أقرأ عنوان مقال مزين بهذه العبارة، أعرف أنه ينوي تخوين الآخر بغض النظر عمن يكون كاتب المقال او هذا الآخر، لا بل أنه يرفض الحوار ويرفض إمكانية الوصول الى حل أو اقتناع.
هي بكل بساطة نظرة استعلائية تبرئ الذات وتسمو بها الى الأعالي وتحقّر الآخر وترميه الى أسفل سافلين وتقوم بالتحقيق معه من البداية:
- لمصلحة من تختلف معي؟
من ليس معي، فهو ضدي ويعمل مع الأعداء، وعلى أن أعرف لمصلحة من هو يعمل كل هذه العمايل. أو على الأقل أقوم بتحريض الناس عليه من عنوان المقال وبدون الخوض في أية تفاصيل لا داعي لها.
أما أنا فأقول:
لمصلحة من نستخدم عبارة «لمصلحة من»؟؟؟؟
(الدستور)