ازمة اقتصادية عميقة تواجهها المملكة المتحدة جعلتها تقبع في حالة تضخم عميقة جراء الكثير من الأسباب حيث يقف على سلم التحديات فيها الازمة الأوكرانية وتداعيات انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي إضافة الى حالة عدم الاستقرار في السياسات الحكومية التي بدأت تتعاطي بردات فعل وليس بموجب مقتضيات ذاتية وهو ما جعل سعر الجنيه البريطاني الأكثر تأثرا بين العملات العالمية في السنة المالية.

وعلى الرغم من محاولات برويس جونسن التعاطي من الازمة التي كان قد اوجدها نتيجة انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي او ما يعرف بالبريكست في خطوة جعلت الكثير من الشركات البريطانية العملاقة تقوم بفتح مراكزا لها في جانب الاتحاد الأوروبي للاستفادة من انسيابيه حركه السوق لمنتجاتها هذا اضافه لسبب اخر يشكل حاله ضاغطه على الاقتصاد البريطاني يشكله عامل المديونية الذى جعل من مديونيه المملكة المتحدة تصل الى مستوى 100% من الناتج القومي الإجمالي وهو ما أدى لإيجاد واقع موضوعي ضاغط يشكل ازمه عميقه للاقتصاد البريطاني.

وهي التبعات الموضوعية التي غدت اقوى من المقتضيات الذاتية لتعود من بعد ذلك ليز تراس لتشكيل حكومة وتقوم بوضع برنامج لا ينسجم من حجم الازمة التي تبين انها عميق الى حد كبير وهذا ما جعل من شعبيه حزب المحافظين تهوى الى مستويات دنيا ليعود من بعد ذلك مطبخ القرار بحزب المحافظين لترتيب أوراقه من جديد ويقوم باختيار الملياردير الشاب ذي الأصول الهندية ريشي سوناك رئيسا للوزراء لمواجهة الازمه ومعالجة التحديات بعد ما كان قدم برنامجه الاقتصادي من خارج صندوق استراتيجية عمل حزب المحافظين الحاكم.

سوناك الذي تقدر ثروته وزوجته بأكثر من مليار دولار نظير امتلاكه مجموعة من الشركات العملاقة في مجال تكنولوجيا المعلومات والأسهم والسندات وهو يصب اهتمامه بعالم العملات الرقمية او ما يعرف بالكريبتو حيث تعد شركاته من اهم رواد هذا العالم كما يعد سوناك واحد من اكبر مستثمريها ومن مشاركيه في هذا العالم ايلون ماسك رجل الاستثمار الأول في العالم والرئيس الروسي بوتن وصندوق الاستثمار الهندي إضافة لشركات الاستثمارية التي تدور بفلك الحزب الديموقراطي الأمريكي والتي يعتمد عليها الحزب في روافعه الانتخابية.

وهو ما يطرح سؤال استفساري عن إمكانية نجاح سوناك في مهمته التي تقوم على تجسير الهوة بين الميزان الذاتي والموضوعي معتمدا بذلك على برنامج الكريبتو للعملات الافتراضية ومصالح الأطراف المستثمرة في هذا المجال عبر توطين برنامج العملات الرقمية في المملكة المتحدة وإعادة بلورة مناخات جديده تقوم على ترطيب الأجواء السياسية بين الأقطاب الدولية من على ارضيه عالم الكريبتو الذى سيحدث علامة فارقه للمملكة المتحدة في حال تم توطين رواسيه في لندن وهو السؤال الذى سيبقى برسم برنامج سوناك وما قدرته على اقناع حزب المحافظين من جدواه.؟

وهو الاستفسار الذي ستجيب عليه التحركات السياسية ل سوناك ومن فحوى برنامجه الاقتصادي الذى يعول عليه بتدوير الزوايا الحادة بالنواحي السياسية لتأثير على الجوانب الاقتصادية للوصول لاستخلاص يفيد عودة الأطراف لأرضية عمل مشتركة تقوم على برنامج رابح --رابح وذلك من باب الشراكة في ميزان عالم العملات الرقمية الكريبتو ليكون بديل للمراكز المالية الورقية والبنوك المركزية العالمية وهو المشروع الذى يشكل ارضيه توافقيه بين جميع الأطراف المتباينة سياسيا لكنها متفقه على ارضيه العمل هذه.

خلاصة القول ان مسالة التفكير خارج الصندوق تعتبر دائما مصدر اهتمام لبيت القرار في الظروف الاستثنائية لان هذا التفكير وحده قادر للتعاطي مع المنعطفات الحادة وليس في المسائل الاعتيادية وهذا ما يمكن استنباطه من ظروف اختيار سوناك رئيسا لوزراء المملكة المتحدة للتعاطي مع ازمة اقتصادية عميقة وللتعامل مع ازمة سياسية قطبية في اخذت ما تكون حادة في ميزان المتغير الاستراتيجي الذى تشهده العالم فان اختيار برنامج العمل وفريقه وقائد يمتلك رؤية، وحده قادر على الخروج من ازمة او في الإجابة على الأسئلة مهما كانت صعبة ومهما تعمقت دواخلها، اليس كذلك!.