الملك تشارلز وعنوان المواطنة
د. حازم قشوع
25-10-2022 12:49 AM
دخل ريشي سوناك ذو الاصول الهندية التاريخ من أوسع ابوابه عندما تم اختياره اول رئيس وزراء في عهد الملك تشارلز الثالث في مملكة بريطانيا العظمي وهو ما يرسل رساله ضمنية منسجمة.
مع عقيدة الحزب الديموقراطي الأمريكي التي تقوم على المواطنة وتبتعد عن العرقية في الاختيار والنهج وان كان فحوى هذه الرسالة قد خرج من حزب المحافظين الذى يمثل الطبقة الارسقراطية وليس من حزب العمال الذى يمثل الطبقة المهنية والعاملة .
وهذا ما يعد تغيير منهجي يحمل اسقاط ضمني على طبيعة الاحداث القادمة بسياساتها الاقتصادية والاجتماعية وكما يرسل رسالة ذات ابعاد منهجية تقوم على ارضية التعامل المشترك بين القطب التاريخي والقطب العصري في بيت القرار الدولي بين جناحي التخطيط البريطاني ومركز التنفيذ الأمريكي كما يصف النسر الطائر بعض السياسيين .
ومن وحي تقدير حزب المحافظين لأهمية المواطنة ومضمونها في المناخ البريطاني السائد فلقد كان خيار الاختيار عميق ويجيب على كثير من الأسئلة لاسيما وان استطلاعات الراي تشير لتقدم حزب العمال الذى سمته المواطنة على حزب المحافظين الذي تميزه العرقية فان حزب المحافظين بذلك ليعيد انتاج ذاته المنهجي.
عبر التقرب من نبض الشارع من خلال اختيار ريشي سوناك بهذا التوقيت ليغلق الباب امام تكهنات الذهاب لانتخابات مبكره من جهة ومحاولة رفع شعبيه الحزب بين الأقليات المؤثرة في محتوى الحواضن العاملة من جهة أخرى وكما يحصن بيت الحكم في داوننغ ستريت عبر توحيد لوبيات حزب المحافظين حول رئيس الحكومة ريشي سوناك .
وهذا ان تحقق فانه سيجعل من رئيس الحكومة البريطاني يحظى بحالة اجماع نتيجة المعطيات السياسية للحرب الأوكرانية والتداعيات الانتخابية التي تشير اليها استطلاعات الراي وكذلك المناخات الاقتصادية التي تبينها حالة التضخم والظروف المعيشية الصعبة التي يتكبدها المواطن البريطاني إزاء ذلك وهى المعطيات وان كانت صعبه لكنها ستجعل من رئيس الوزراء سوناك محاط بهالة تجبر الجميع للضرورة التوحد خلف القيادة الجديدة حتى يتم اجتياز هذه المرحلة بكل ظروفها المعقدة .
اذن حزب المحافظين يستخدم المواطنة كعنوان للمرحلة وهذا ما سيزيد من شعبيته بين حواضن حزب العمال ويوسع من مدى قدرته لتوسيع قاعدته الانتخابية كما يؤكد بذات السياق ان مطبخ القرار في حزب المحافظين يستعد لأجراء انتخابات قد تكون مبكرة لإعطاء شرعيه دستوريه لزعيم الحزب الجديد الذى لم يستطع تنفيذ برنامجه المالي والاقتصادي اثناء توليه لوزارة المالية بما في ذلك سن ضرائب اكبر على الشركات الكبيرة بما يعود بالفائدة على التأمينات الاجتماعية ورفع المستوى المعيشي للطبقة العاملة وليس المالكة وهذا ما يعد اختراق جوهري في منهجيه حزب المحافظين وسياساته ويؤكد بذات السياق عن حجم المرونة التي يمتلكها الحزب باعادة صياغة قوامه لتستجيب للظروف والمعطيات الراهنة .
وعلى الرغم من استدعاء قيادة الحزب للرئيسة السابق بوريس جونسون في حزب المحافظين الا ان خيار الدولة العميقة التي يقودها الملك تشارلز الثالث ارادت ارسال رساله تفف بالمدلول كما بالمضمون حول أهمية المواطنة بقيمها كما يصف ذلك بعض المتابعين .