قراءة في الزيارة الملكية للبادية الجنوبية
النائب زينب البدول
25-10-2022 12:33 AM
جاءت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله وولي عهده الأمين إلى مناطق البادية الجنوبية مؤخرا في سياق حرص جلالته على المتابعة الميدانية الدؤوبة للاطلاع إلى احتياجات المواطنين والاستماع لهمومهم، ولمتابعة مراحل تنفيذ المبادرات التنموية التي تشرف عليها لجنة المبادرات الملكية، وقد تفقد جلالته المبادرات والمشاريع التي تم تنفيذها وأوعز بمتابعة كافة الاحتياجات لاستكمال تلك المشاريع، ووعد بتقديم حزمة من المشاريع المستقبلية ضمن المكارم الملكية و التي ستسهم في تحقيق التنمية المستدامة في تلك المناطق، وتوفير فرص العمل لأبنائها وتوجيههم نحو الاستفادة من الفرص الزراعية والتنموية المتعددة ، كما وجه جلالته الى العديد من الفرص المتاحة التي ينبغي استغلالها في العديد من القطاعات.
لقد حملت كلمة جلالة الملك أثناء الزيارة العديد من المضامين الهامة المتعلقة بسبل تحسين نوعية حياة المواطنين وتطويرها، سواء من خلال إدماجهم في الفرص التنموية وبناء قدراتهم وتمكينهم اقتصاديا ورفع الوعي لديهم، وتقديم الدعم اللازم وتوفير الاراضي الزراعية وتوسيع نطاق المستفيدين منها من خلال مبادرة ملكية ستشمل البوادي الثلاثة وعلى مراحل، والتركيز على قطاعات الزراعة والطاقة والسياحة، وتحسين الخدمات العامة، لتكون تلك المجتمعات قادرة على الاندماج مع كافة عناصر العملية التنموية بشكل فاعل ومستدام.
لقد حققت المبادرات الملكية خلال السنوات الأخيرة في العديد من مناطق البادية الجنوبية نتائج متقدمة، ووفرت فرص العيش الكريم لأبناء تلك المناطق، وأصبحت أنموذجا تنمويا يحتذى، وقد تحقق ذلك بفضل اهتمام جلالة الملك ومتابعاته الحثيثة وتواصله المستمر مع أبناء الوطن، وحرصه على إشراكهم في العملية التنموية والبرامج والمشاريع المطروحة، حيث تميزت تلك المبادرات بمعاييرها الدقيقة وتخطيطها السليم واستخدامها الأمثل للموارد والكفاءات ، حيث جاء الهدف العام موجها للفئات المستهدفة بعدالة ومساواة، والتي هي بحاجة ماسة لتحسين ظروف عيشها.
إن البادية الجنوبية تزخر بالموارد والثروات الطبيعية، وتتوفر فيها جميع عناصر النجاح، فلدينا مشاريع الطاقة المتجددة، والمشاريع السياحية الرائدة، والاراضي الصالحة للزراعة والمياه الوفيرة، وعلى الحكومة أن تقرأ الرسائل الملكية جيدا وتحلل مضامينها وتستفيد من تجارب ونتاجات المبادرات الملكية الرائدة في القطاعات المختلفة، وأن تتوجه الى دعم القطاع الزراعي من خلال حزمة الدعم والاعفاءات وتوفير الطاقة المتجددة للمزارعين بأسعار معتدلة، وذلك لتشجيع المزارعين الصغار ومربي المواشي على الاستثمار والتوسع بمشاريعهم، وتوسعة منظومة3 المحميات البيئية، الى جانب اعتماد مشاريع العمالة المكثفة التي تستوعب اعدادا من العاطلين عن العمل، كما عليها أن تستثمر في الريادة السياحية، من خلال تنويع المنتج السياحي وإيجاد مسارات سياحية جديدة في البادية وأنشطة سياحية ضمن ما يسمى بالسياحة الصحراوية، مثل سياحة المغامرة والتخييم وتجارب العيش الثقافي ومهرجانات سباق الخيل والإبل، والمنشآت الخدمية الصغيرة، أما قطاع الطاقة فينبغي على الحكومة تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة للاستثمار في هذا القطاع وتعميم فكرة الطاقة النظيفة.
ومن الضرورة بمكان، أن تقوم الحكومة ومن خلال تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية أن تركز على تأهيل الشباب والمرأة، وإكسابهم المهارات اللازمة للانخراط في سوق العمل، وأن تركز على دعم قطاع المرأة وتمكينها اجتماعيا وسياسيا وتشجيعها على المشاركة العامة، لتكون قادرة على أداء أدوارها التنموية بشكل أفضل، لأن العملية التنموية شاملة ومتكاملة تبدأ بالإنسان وتنتهي إليه، وتدعم تماسك المجتمعات المحلية وتضامنها.
إن الزيارة الملكية للبادية الجنوبية ولقاء جلالة الملك وولي عهد الأمين، بأبناء البادية وتفقد أوضاعهم، وما نتج عن تلك الزيارة من مكارم ملكية سامية وجهت لتحسين ظروف العيش للمواطنين، لهي مؤشر على حرص جلالته واهتمامه الدائم بمصالح أبناء شعبه في كافة المناطق، ومتابعة شؤونه، وهي تحقيق لرسالة الدولة الأردنية الهاشمية الرامية إلى بناء الإنسان وتوجيه كافة الإمكانات ليكون بأفضل حال.
(الدستور)