facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




‏ استدعاء السفراء والدبلوماسية


عدي مزهر
24-10-2022 05:31 PM

في أواخر عام 2021، كانت أخر كلمات السفير الفرنسي وهو يغادر استراليا تنفيذاً لتعليمات بلاده "كنا نظن أننا اصحاب، ولكننا تلقينا طعنة في الظهر"، وذلك بعد قرار استراليا الانسحاب من اتفاقٍ بمليارات الدولارات لشراء غواصات فرنسية لصالح أخرى أميركية، وفي وقتها ركزت نشرات الاخبار على استدعاء حكومة فرنسا لسفيريها بكانبيرا وواشنطن.

يعتبر التمثيل الدبلوماسي الخارجي لأي دولة عبر السفارة أو القنصلية وبعثاتها الدبلوماسية بمثابة السيادة، فحسب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام ١٩٦١ "الدولة كاملة السيادة لها حق بإرسال وسحب وقبول المبعوثين الدبلوماسيين أو طردهم"؛ أما الدول ناقصة السيادة كالدول المحمية أو تحت وصاية دولة أخرى فلا تملك ذلك، ويتولى تمثيلها خارجيا الدولة الحامية أو الوصية أو القائمة بالإدارة.

يسمح للدول أن تعقد اتفاقيات لتمثيل مصالحها وخدمة رعاياها مع دول أخرى لأسباب تتعلق بعدم وجود الأهمية القصوى لفتح تمثيليات او توفيرا للنفقات، فكل سفارة يرأسها سفير مسؤولياته تدعيم العلاقات الدبلوماسية وتمثيل رئيس دولته بالسياسة الخارجية وتبادل المعلومات المهمة، ولكن السياسة متقلبة والنزاعات تحدث كل يوم، فتلجأ الدول لعدة ردود أفعال كجزء من السيادة ومن هنا تأتي أهمية استدعاء السفراء بالعلاقات الدبلوماسية.

وعندما تقوم الدولة باستدعاء سفيرها، فإنه يترك عاصمة الدولة التي وقع خلاف معها ويعود لبلده للتشاور بشأن القضايا، كموقف من الخلاف أو الاحتجاج وهو إجراء له معنى دبلوماسي، فعند حدوث ذلك تستمر البعثة الدبلوماسية بأداء عملها بمستوى أخفض من التمثيل الدبلوماسي ولو مؤقتا، ولا يعتبر ذلك قطيعة.

ففي حالة فرنسا ذكرت صحيفة "الغارديان البريطانية" أن استدعاءها لسفيريها من البلدين هي أداة احتجاج لإظهار أن الخلاف لا يتعلق بصفقة، بل بكيفية تصرف الحلفاء مع بعضهم البعض وتعبير عن الغضب الشديد، خاصة وأن علاقة فرنسا بأمريكا تمتد لقرنين من الزمان، والخلاف بينهما غير مسبوق ففرنسا عضو في حلف "الناتو" بزعامة أمريكا، ففي حال تعرض فرنسا لأي اعتداء فعلى أمريكا أن تحميها، وعلى الرغم من أن هناك تمثيلا دبلوماسياً بين فرنسا واستراليا ولكن أستراليا ليست عضوا في "الناتو" رغم مشاركتها مع الحلف بقوات بكل من العراق وأفغانستان.

ويقاس عمق الخلاف بين الدول بطول أو قصر الفترة التي يقضيها السفير بعيدا عن العاصمة التي يعمل بها، فمثلا أكدت كل من الولايات المتحدة الامريكية وأستراليا أن بلادهما ستواصل العمل على حل مما قد يقصر فترة استدعاء السفيرين وذلك بحسب استجابة فرنسا التي سبق وأن استدعت سفيرها من "أنقرة" احتجاجاً على تشكيك رئيسها "رجب طيب أردوغان" بالقوى العقلية للرئيس "ايمانويل ماكرون" ثم اعادته بعد فترة قصيرة.

وفي كل الأحوال الأمر ليس بهين في العلاقات الدولية، فاستدعاء السفراء يمكن أن يكون خطوة على طريق إعلان الحرب أو قطيعة طويلة، وهو ما حدث في العام ١٩٧٩ بعد إزاحة الشاه "محمد رضا بهلوي" عن الحكم في إيران، فجرى اقتحام مبنى السفارة الأمريكية وأحتجز دبلوماسيون أمريكيون في داخله، وعند استدعاء أمريكا لسفيرها من طهران احتجاجاً على ذلك، حدثت أزمة سياسية أدت لإغلاق السفارة الأمريكية هناك حتى يومنا هذا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :