القمة العربية - الافريقية إنجاز تاريخي متأخر
سلامه العكور
15-10-2010 02:40 PM
القمة العربية - الافريقية التي عقدت في مدينة «سرت» الليبية، هي قمة تاريخية بامتياز، حيث تعقد بعد « 33» عاما من عقد القمة الأولى في القاهرة...
لقد هجرت الدول العربية القارة السمراء لمدة «33» عاما لتستغل اسرائيل هذا الغياب العربي الذي ينطلق من لا أبالية مشينة ازاء اهمية الدور الافريقي في مناصرة القضايا العربية المصيرية وبخاصة القضية الفلسطينية...
لقد استغلت اسرائيل هذا الغياب العربي الرسمي لتفرض حضورا دبلوماسيا واقتصاديا وتجاريا يتنامى عاما بعد عام على حساب الحضور العربي المنحسر..
لقد دعمت الدول العربية حركات التحرر الافريقية وقدمت لها كل اشكال التأييد والمساندة حتى تحرر العديد من الدول الافريقية وحصلت على استقلالها الوطني...وكان لقاهرة عبد الناصر دور فاعل ومؤثر في دعم حركات التحرر الافريقية من جهة، وفي حشد التأييد الافريقي الواسع لقضايا العرب المصيرية من جهة اخرى...
اما اليوم وقد انعقدت القمة العربية - الافريقية بعد هذا الغياب طويل الامد، وانجزت شراكة استراتيجية في العمل العربي - الافريقي المشترك، واجمعت على حماية وحدة السودان ارضا وشعبا، والعمل على تحقيق مصالحة وطنية في الصومال فانه يمكن التفاؤل وعقد آمال كبيرة على هذا اللقاء العربي - الافريقي التاريخي...
وهنا يمكن الاشارة الى ان العلاقات الدبلوماسية والسياسية التي تكون مدعومة بعلاقات اقتصادية وتجارية بين الدول، فان حظها من النجاح والاستمرار يكون كبيرا...
لذلك فاننا ندعو الدول العربية التي جربت الاستثمار في الدول الاوروبية وفي الولايات المتحدة الامريكية، وصودرت اموالها او جمدت جراء خلافات صغيرة او كبيرة معها، الى الاستثمار في افريقيا حيث الاراضي الخصبة والمياه الوفيرة، وحيث الحاجة الماسة الى الاموال من اجل توفير عناصر الامن الغذائي...
وأحسب ان بمقدور الدول العربية المقتدرة ماليا استثمار بعض اموالها في زراعة المحاصيل الضرورية في افريقيا، لتأمين عناصر الامن الغذائي لشعوبها...
لقد وظفت اموال عربية طائلة في العالم الغربي ولم تأت بالمردود المرجو، فلعل توظيف بعض الاموال العربية في القارة السمراء على صعيد الاستثمار يأتي بالمردود المرجو اقتصاديا وسياسيا...
المهم لقد عقدت القمة العربية - الافريقية بعد طول غياب ونأمل ان يتم الالتزام بعقدها كل ثلاث سنوات حسب القرار المتخذ في «سرت» ويبقى الاعتماد على الله وعلى ادارة الدول العربية والافريقية في انجاحها وتحقيق المرجو منها...
الراي