هل تعود الدولة العثمانية؟
د. فهد الفانك
15-10-2010 02:33 PM
في كتابة (المائة سنة القادمة) ، يستعرض جورج فريدمان الدول المرشحة لقيادة العالم الإسلامي خلال القرن الحادي والعشرين.
في البداية يستبعد المؤلف إندونيسيا وهي أكبر بلد إسلامي بالنظر لموقعها الجغرافي وظروفها وعدم تطلعها لدور إسلامي قيادي ، ثم يستبعد الباكستان وهي ثاني أكبر بلد إسلامي ، بالنظر لانقساماتها الداخلية وكونها محاصرة بمخاطر حدودها مع الهند والصين وأفغانستان.
بعد هذا الاستبعاد يقرر الكتاب أن أكبر ثلاثة بلدان إسلامية مرشحة للقيادة هي مصر 80 مليون نسمة ، ثم تركيا 71 مليون ، فإيران 65 مليون نسمة.
بين هذه الدول الثلاث يرجح المؤلف تركيا للعب دور قيادي في المنطقة لأن اقتصادها هو الأكبر ، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي في تركيا 660 مليار دولار ، ويشكل الاقتصاد رقم 17 عالمياً ، في حين يبلغ الناتج المحلي الإجمالي في إيران 300 مليار دولار ، ويشكل الاقتصاد رقم 29 عالمياً ، أما مصر فيبلغ الناتج المحلي الإجمالي فيها 125 مليار دولار ، ويحتل اقتصادها المركز 52 عالمياً.
مصر لعبت هذا الدور القيادي على صعيد العالم العربي في عهد عبد الناصر ، ولكنها انكمشت بعد معاهدة كامب ديفيد. وإيران متورطة في صراع مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مما يضعفها إلى حد بعيد. أما تركيا فهي حليف لأميركا ، وتملك أحدث اقتصاد ، وتتمتع بموقع استراتيجي بين أوروبا وآسيا وروسيا ، ولديها تاريخ من زعامة العالم الإسلامي لعدة عقود أيام الدولة العثمانية.
في الكتاب خريطة تبين منطقة نفوذ تركيا كما ستكون عليه في عام 2050 وهي تشمل شمال إفريقيا بأكمله والجزيرة العربية والهلال الخصيب عدا إسرائيل ، فضلاً عن أجزاء من أوروبا ووسط آسيا.
سلوك تركيا في المدة الأخيرة يؤكد أنها تتطلع فعلاً لمركز قيادي في المنطقة دون أن تتخلى عن سعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وفي هذا المجال عملت تركيا على تحسين صورتها لدى الشارع العربي عن طريق اتخاذ مواقف سياسة وإعلامية ضد إسرائيل مع الاحتفاظ بالعلاقة الإستراتيجية معها. وتمهد المسلسلات التركية المدبلجة باللهجة الشامية وتبثها شبكات إم بي سي ، للنفوذ السياسي ، وتلعب الدور الذي قام به المبشرون لتمهيد الطريق للاستعمار الأوروبي.
الرأي