كنت أحد أعضاء مجلس النواب الثاني عشر : ١٩٩٣ إلى ١٩٩٧ وخلال فترة هذا المجلس جاءت معاهدة وادي عربة عام ١٩٩٤م . وبالطبع كان هناك تبرير لعقد المعاهدة يقوم على خروج مصر من المواجهة بتوقيع السادات معاهدة كامب ديفيد وتوقيع عرفات نيابة عن منظمة التحرير اتفاقية اوسلو . وفي حواشي التبرير اختلال موازين القوى لصالح العدو وحاجتنا للمياه وترسيم الحد الرابع للدولة واشتهرت عبارة الدكتور عبد السلام المجالي " كفنا الوطن البديل" ، كل ذلك مع هزيمة العراق من قِبل الحلف الثلاثيني.
بالطبع نحن آنذاك نواب معارضون حجبنا الثقة عن المعاهدة " حوالي ٢٥ نائبا" " من أصل ثمانين واستطاع السيد الكباريتي هندسة الأمر بصفته رئيس لجنة الشؤون الخارجية وللأمانة فقد أعطانا الوقت الكافي في اللجنة لنقول كل ما عندنا . هيمن السلام على المنطقة وراح العرب والمسلمون يؤكدون انهم مع السلام وأعلنوا ذلك في قمة بيروت وأعلن مؤتمر دكار/ السنغال : إسقاط الجهاد كخيار من المعركة، ولما قيل لعرفات أن ميثاق المنظمة ينص على الكفاح المسلح فقال عن الميثاق باللغة الفرنسية :
" كادوك " أي ملغى !!!
ومنذ أن وقع العرب اتفاقيات السلام لم تتوقف الدولة الصهيونية عن ممارساتها الوحشية من اغتيالات واعتقالات ومصادرات وتدنيس للمقدسات وراهنوا على قيام النفسية العربية المهزومة.
ب " التطبيع" المجاني وكان ذلك وتسارع بصور قبيحة دنيئة لا تظهر الأمر مجرد مجاملات بل قناعة ورغبات ووصلنا إلى تزويج بناتنا للحاخامات في مخالفات صريحة لنصوص الشرع الإسلامي الحنيف . وصارت الأجواء مفتوحة لطيران العدو المدني مع استمرار استباحة الطيران الحربي لسماء غزة وسوريا ولبنان والعراق . صارت دولة الصهاينة المدللة من البيت الأبيض تسرح وتمرح وتمرغ انف كل راغب في سكنى البيت الأبيض وصار معروفا" أن من يريد ذلك عليه أن يذهب إلى الايباك الصهيوني ليؤدي القسم هناك أمام سادة الماسونية العالمية .
ما الذي جناه العرب والفلسطينيون من هذا السلام الهزيل ؟ لم تقم دولة فلسطين !! ولم يتحرر الأقصى !! بل صار التنسيق الأمني سيفا" على رقاب الناس .
الصهاينة لا يريدون السلام إلا على مقاسهم ومضمونه أن المسافة بين النهر والبحر لا تتسع لدولتين ، وأن العرب لن يحاربوا ، وأن المنظمة لن تعود إلى المقاومة ، وأن القدس عاصمة أدبية موحدة وان الأقصى ليس إلا جبل الهيكل ولا بد اعتراف المسلمين بذلك فليكن التقسيم الزماني والمكاني مؤقتا" وكرما" من صهيون إلى أن تحين لحظة التخلص من الأقصى نهائيا" بتفجير ومن ثم إقامة الهيكل .
أما العرب فصارت المعزوفة والاسطوانة المشروخة هي الديدن : حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.
من أدب الاسلام اذا طرقت بابا" ولم يُفتح أن تغادر وتبحث ضالتك في مكان آخر . ضالتنا في العلاقة مع يهود أن نفعل ما فعلت كل شعوب الدنيا أن يقاوم الناس المحتلين مهما بلغت التضحيات وهذا رأيناه في الفيتناميين واليابانيين والكوبيين والجزائريين وغيرهم ، فلا حل لكم إلا المقاومة من داخل الأرض ليكون الشباب وقود الاستقلال لا ان تأكلهم المخدرات والمسكرات وعبدة الشيطان والمثلية ويلعب بهم الرقص الشرقي وأهل المسخ والمسخرة .