خطورة إقتحامات الأشرار للأقصى المبارك
د. عزت جرادات
23-10-2022 12:05 PM
إزداد وسيزداد عبث المستوطنين في إقتحامات الحرم القدسي الشريف، ذلك أن ما وراء ذلك لمن عظائم الأمور، فثمة دوافع آيديولوجية دينية وأخرى سياسية بغطاء سياحي وحماية السلطات المحتلة.
أيديولوجيا:
تجري تلك الأقتحامات المسعورة بشعار (الحج إلى جبل المعبد) وهو النداء الديني الذي يجتمع المستوطنون حوله، وبخاصة في مناسبات الأعياد الدينية اليهودية وبعض المناسبات الأخرى مثل (يوم توحيد القدس) بعد الأحتلال عام 1967م. وتنتشر في المستوطنات لوحات إعلانية تحدد أوقات (الحج) إلى جبل الهيكل يومياً، الأحد- الجمعة.
سياسياً:
يدعم السياسيون المستوطنين في برامجهم انطلاقاً من مواقفهم السياسية بأن الحرم القدسي الشريف يقع ضمن سيادة دولة إسرائيل، ومن الطبيعي كما صرّح (أوري أريئيل) وزير الزراعة (2012) أن يتمكن كل يهودي من دخول الحرم القدسي الشريف.
الهدف غير المعلن:
يهدف هذا النشاط المحموم إلى هدف واحد وهو (تحرير جبل الهيكل) من العرب، مسلمين ومسيحيين، فيطلقون على انفسهم (جماعات الهيكل المعبد).
ويرى أولئك الأشرار أن الطريق إلى ذلك، أي تحرير جبل المعبد، يتم من خلال تكثيف الوجود اليهودي داخل الحرم القدسي الشريف، وتصعيد متواصل لذلك الوجود حتى يصبح ذلك أمراً واقعاً فيؤدي إلى ضغط الأعداد الغفيرة على سلطة الإحتلال لتفرض التقسيم الزماني للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وعلى المدى البعيد إقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك- ذلك أنه (بدون الهيكــــــــــــل يبقى وجود اليهود أفتراضياً- حسب تعبير (يهودا عليك) –عضو الكنيست -2009-).
المواجهة:
إن الأشرار المستوطنين هم رأس الحربة الذي تستخدمه السلطة المحتلة لتهويد القدس وتفعيل خطة ما يسمى (تحرير جبل المعبد)، وهذا يتطلب ان تدرك الشعوب العربية والاسلامية والعالم المسيحي خطورة تلك الخطة التهويدية للمدينة المقدسة، فتكون المواقف السياسية قوية في رفض تلك الاقتحامات التي تخفي ما وراءها من أخطار.
أما على المستوى العملي، فأن تكثيف الوجود اليومي العربي في القدس، دينياً وتجارياً وسياحياً، يشكل سدّاً منيعاً في مواجهة أعمال تهويد المدينة المقدسة.
وأما في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف فأن تكيثف الوجود الديني اليومي، وحلقات العلم والتدريس للتوعية والتثقيف ضد أعمال التهويد، والمرابطة من كل صوب من فلسطين تشكل قوة بشرية لحماتيه.
ويدعم ذلك كله الدعم الأردني للصمود المقدسي، إنسجاماً شعبياً ورسمياً مع الوصاية الهاشمية لرعاية المقدسات الدينية في القدس.