منتدى تطوير مدارس اليوم .. بناء مستقبل افضل
فيصل تايه
22-10-2022 10:22 PM
فرصة فريدة توفرها أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين للتربويين وخاصة المعلمين ، وذلك من خلال اطلاق المنتدى الافتراضي يوم غد الأحد ٢٣ تشرين الأول (اكتوبر) تحت عنوان “تطوير مدارس اليوم .. بناء مستقبل أفضل”، عبر تطبيق “زووم”، حيث يعد هذا الملتقى إحدى مبادرات أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين ، ويشارك فيه أكثر من ٤٤ متحدثا و٤٣ ميسّرا ، والذي يقام على مدار ثلاثة أيام ، ويعقد كفاعلية تربوية مهمة ينطلق من فكرة عميقة تتمثل في فهم التحوّلات والتغيرات المدرسية التي حدثت خلال السنتين الماضيين على المستوى الجذري ، وفي الفصول الدراسية والمناهج والسياسات والطلبة والمعلمين والقادة ، حيث يعتبر المنتدى منصة للمعلمين للاستكشاف والتعلّم ومشاركة الخبرات مع نخبة من أشهر التربويين والباحثين في مجال التعليم من حول العالم.
لقد جاءت فكرة هذا المنتدى من خلال تجربة "التعليم عن بعد" التي فرضت انواعا جديدة من التعليم ، فقد وفّر العامان الماضيان وقتًا للتعلّم والتفكير والتحوّل لمجتمع التعليم ، وتهيأت الدروس لصنّاع السياسات في كل بلد فيما يتعلق بمرونة نظامهم التعليمي وقدرتهم على التكيّف لضمان عملية التعلّم المستمر ، كما وأتاحت تجربة "التعلّم عن بُعد" أيضًا فرصة إيجابية للتعرف على الفاعلية التربوية وإمكانات التكنولوجيا لمساعدة المعلمين وطلبة المدارس ، حيث تتمتع أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين بشراكات استراتيجية مع مجموعة من المؤسسات الأكاديمية العالمية والإقليمية التي تُعنى بتطوير التعليم ، إضافة إلى استثمار الشراكات مع المنظمات تنموية العالمية والإقليمية .
لقد توفرت في هذا المنتدى كل الإمكانيات اللوجستية الداعمة لانجاحة ، من خلال فريق عمل احترافي متخصص للاعداد والتجهيز وتسهيل الإجراءات التي ستمكن المشاركين من التفاعل الإيجابي مع كافة فعاليات المنتدى وبدرجة عالية من المهنية ، ذلك لتحقيق الأهداف والغايات التي جاءت من اجلها فكرة المنتدى ، ما يشير إلى الاهتمام بأهمية عقد مثل هذه الفعاليات لما تشكله من فرصة هامة لتبادل خبرات المشاركين والخبراء والأكاديميين في مختلف المجالات التربوية من جهة، وفرصة للمعلمين للاطلاع على اهم التطورات والمتغيرات التي يشهدها العالم ظل الثورات المعلوماتية والصناعية .
اننا ونحن نتحدث عن هذا المنتدى الهام والذي سيتناول كيفية تسريع التحوّل من الأنظمة المدرسية الحالية إلى نظام تعليمي جديد ، من خلال الممارسات الناجحة والتوصيات التي تتضمن عوامل التحوّل الرئيسية مثل : القدرات البشرية ، والموارد ، والقيادة ، والسياسة ، لا بد لنا من معرفة الهدف الأساسي الذي يتمثله فهم الشكل الذي يجب أن يبدو عليه مثل هذا التحوّل ، اصافة إلى التعرف على التحديات والثغرات في الأنظمة المدرسية الحالية ، واتخاذ خطوات لتعزيز نظام التعلّم الذي يوائم جميع المستويات ، في مجتمع عالمي يتّسم بالتقدم التكنولوجي والاجتماعي والاقتصادي السريع ، ما ينتمي المستقبل لأولئك القادرين على التكيّف مع المتغيرات والظروف الجديدة ، ما يتطلب أن توفر مدارسنا وفصولنا الدراسية ومعلمونا ومناهجنا بيئات جاذبة تشجع على التعلم والتعاون والمثابرة والاستقلالية ، وكيفية تزويد الجيل القادم بالمعرفة والمهارات اللازمة للتكيّف بشكل مستقل مع التغييرات وتحقيق أقصى استفادة منها، بالإضافة إلى كيفية تمكينهم من إحداث التغيير الإيجابي والابتكار من أجل مستقبل أفضل.
هذا اليوم وفي جلسات ما قبل المنتدى ، وهو اليوم الذي يسبق اليوم الأول للمنتدى ، قدم المشاركون ورشات عمل بمحاور عديدة من بينها ، تعليم المهارات في مدرسة “المستقبل عمليات وممارسات العلوم”، و “تكنولوجيا اليوم ملامح المستقبل”، و“القيادة التحويلية..نهج قيادة لتطوير مستقبل مدارسنا”، و “الإعداد لبرامج الموهوبين والمتفوقين- نظرة للمستقبل”، و“المدارس الصديقة للتعلم”، و“فن صناعة المحتوى الرقمي التعليمي”، وغيرها العديد من الورش .
محاور المنتدى عديدة ومتنوعة ، حيث يتضمن المحور الأول : "مدارس من أجل المستقبل" ، وفي المحور الثاني يناقش المنتدى : "بناء كفايات المعلمين للمستقبل" ، في حين يتناول المحور الثالث : "تطوير التعلم والتعليم في المدارس الخاصة" ، كما ويدور المحور الرابع حول: "توظيف البيانات من أجل تطوير التعليم" ، بينما يغطى المحور الخامس: "تأثير التغير المناخي في التعليم" ، فضلا عن موضوع "التحول في نظم التعليم العالمية" ، وإعادة تصور المدارس الحكومية بعد ١٠ سنوات ، كما ويناقش المنتدى أيضا ، ضمن محاوره ، تعزيز الرفاه النفسي الاجتماعي من خلال القراءة، القيادة المدرسية المرنة والمبتكرة خريطة طريق المستقبل، رؤية الطلبة لمدارس المستقبل، لنتعلم من أفضل المدارس في العالم.
بقي أن أقول أن جهوداً جبارة تبذل من قبل القائمين في أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين لانجاح فعاليات هذا الملتقى ، والذي يحضى بالمشاركة العالمية والمحلية من واضعي السياسات والقوانين والتشريعات التعليمية،حيث نجد ان المنتدى يعرض عددا من القضايا الاساسية في العملية التعليمية التعلّمية من خلال المحاور الهامة التي يطرحها ، مع التاكيد على الرسالة الاساسية ، ما يعكس أهمية الملتقى ويرفع من وعي الجميع ويوفر مساحة للتحاور في الخطوات المهمة للانطلاق نحو الأمام وعدم الاكتفاء بمراقبة وضع التعليم في بلدانا العربية ومقارنة انفسنا بالآخرين ، فهذه دعوة مني من كل التربويين للمشاركة في هذا الملتقى، فلا يضيعوا الفرصة.
والله ولي التوفيق