يختلف الأفراد في رغباتهم وأهدافهم وأمانيهم، فهناك رغبات معلنة وأخرى خفية، وهناك الأهداف الكبيرة والأهداف الصغيرة، وهناك الأماني الخاصة والأماني العامة، وهي تلك التي يحب الفرد أن تتحقق للجميع.

ولعل من أهم الأماني العامة هي الأماني المتعلقة بالوطن، وهي في الغالب ما تكون صادقة وحارة وجميلة. وترتبط هذه الأماني في الإخلاص والوطنية وعادة ما ترتفع معها، أي كلما زاد الإخلاص للوطن وتجذرت الوطنية في العقل والشعور، تجلت وزادت درجات الأماني للوطن أرضا وشعبا. وإن كان الوطن كما يقال للجميع، فإنه يحق لكل مواطن محب ومخلص في وطنيته أن يعبر عن شعوره وآماله ورغباته وأحلامه حول وطنه. والأحلام والآمال هي الخطوات الأولى للإنجاز والتنفيذ، فكل ما حولنا من معان ومبان، كانت في الأساس أحلاما في عقل الإنسان خطط لها، وصبر عليها، وأستمتع في رؤيتها واقعا ملموسا. والكبير في قيمته وشأنه، تجد أحلامه وآماله كبيرة، وكلما كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام. وترتبط الأحلام بعملية نفسية عقلية مهمة وهي التخيل، والذي يلعب دورا كبيرا في تشكيل وتشغيل الدافع والدافعية الإنسانية.

وهناك جانب آخر للتخيل وهو الرؤية وهي تخيل يشحذ الهمة ويزيد من طاقة الطموح. والرؤية ليست خطة عمل، فربما يكون لديك رؤية لما تريد تحقيقه، ولكنك لا تعرف كيف تصل إليه.
إن خطة العمل كخريطة الطريق تدلك على أقصر طريق بين نقطتين، أما الرؤية، فهي شريط فيديو لمكان سياحي جميل مثالي تود أن تزوره وتكاد تستمتع بكل ما يقدمه هذا المكان وأنت على كرسيك تستعرض ذلك الشريط وتستمتع بهذه الصورة الخيالية أولاً قبل أن تهتم بحجوزات الفنادق والطيران للوصول إلى المكان المنشود.

وهناك أمر آخر قريب من الرؤية، وهي الرسالة والتي يحلو للبعض أن يسميها المهمة، أو الدور، وهي ما يود أن يسير عليه الإنسان في الحياة، ولذا فإنه يقال للشخص: ما دورك في الحياة ؟ أو ما مهمتك في هذه الحياة؟ وعادة ما تكون الرسالة عن شيء عام. وتتعلق الرسالة بشيء يسمى الإستراتيجية، ويرجع أصل كلمة إستراتيجية إلى الجيش، حيث كانت تعني الخطة التي توضع لحماية الوطن وهزيمة الأعداء، وعندما انتقلت كلمة «إستراتيجية» إلى المجال المدني، تضمنت المعنى نفسه تقريبًا. فالإستراتيجية هي الخطة «الكيفية» أو الوسيلة التي تمكننا من الانتقال من الوضع الراهن إلى الوضع المرغوب.