الحنيــن إلــى الجامعــة
المهندس أحمـد عيسـى الحيـاري
22-10-2022 11:03 AM
بعد مضي أكثر من ثلاثـة عقـود.. يلتقي الحبيب بالمحبوب.. ويحتضن العاشـق والمعشوق .. وترتـوي الأرواح والقلوب .
نعــم ... وبمبادرة فريدة أنا ونخبة من الزملاء خريجي قسم الهندسة المدنيـة جامعة العلوم والتكنولوجيا عام 90 عشنا يومًا كاملًا في رحاب جامعتي العلوم والتكنولوجيا واليرموك .. جلسنا على نفس المقاعد ... ودخلنا المختبرات ... ومشينا في الممرات .
نحـن من غرس الشجرات.. وها هي كبيـرة جميلة وشامخـة تحكي قصة جيـل فريد ولـن يتكـرر .. هذا الجيـل دخل إلى جامعة اليرموك لينتقل إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ومختصرها " التكنو " ويشهد ولادة الجامعـة العملاقـة ويشارك في أحداث القصة .
نحـن من عمل المسوحات وشارك بالدراسات لإكمال إعمار الجامعة، وما بين المشاريع التدريبية والمشاريع الحقيقية عشنا سيناريوهات كثيرة وغالبًا ما شعرنا بجديتها وتحملنا .
اليـوم زرنـا جامعتينا ... زرنـا نفس المكان ... وتنقلنـا عبـر الزمــان .. احتضنا أمهاتنـا .. اليرموك والتكنو ... وشممنا عبـق الذكريـات .
أقلعت بنا الذاكرة لموقعات عديدة .. وجلنا بين لذتها وقساوتها وتذكرنا زملائنا وأساتذتنا العمالقة من كافة الجنسيات .. الأردنيين والأتراك والهنود والمصريين والسوريين والعراقيين وغيرهم، وترحمنا على من فقدنا من الزملاء والأساتذة .
نعــم… جامعتينا كانتا محط الانظار، الأشجار كبيرة ومعظم السيناريوهات للمشاريع التي ساهمنا في إعدادها نُفِّذت والرائحـة لم تتغيـر ..
سألتزم بالعهد الذي أبرمناه مع الزملاء، لن نطيل الغياب، فكما نحن عاشقين وعطشى فإن جامعتينا لديها نفس الشوق والعطش ... هــما أمهات لنا اجسـاد وروح وليستا مجـرد مبانٍ ومقاعد وحجـارة .
مــا أجمـل هـذا اليـوم ... ومــا أجمـل جامعتينــا .
بقـلــــم العميــــــــد المتقـاعــــــــد
المهنــدس أحمـد عيسـى الحيـاري