صراع البشر وصراع الدول سمة من سمات هذا الكون، ومهما يحاول كبار قادة الدول العظمى تجميل المواقف والدعوة إلى السلم والامن العالميين والعيش برفاهية بعيدا عن الخلافات والازمات والتمحورات الا انهم ذاتهم هم صانعو الحروب والنكسات طمعا في السيطرة او دعما لدولة ضد أخرى او رغبة في كسب المال وتصدير الأسلحة او رغبة في إعادة صياغة التوازنات بما يضمن مصالح دولهم.
وهكذا يعيش العالم في صراع لا ينتهي وازمات لا تقف عند حد لأنهم لم يحكموا عقولهم ولم يسلكوا دروب الحكمة والرضا بالواقع، فطموحات حيازة الأموال ودعم الاقتصاد والسيطرة والبحث عن القمم هي هاجسهم وديدنهم.
وكبار الخاسرين من هذا الصراع هي الدول الضعيفة لأنها دول كرتونية لا تملك مقومات اقتصادية او بشرية كفؤة او أسلحة متطورة تدافع بها عن نفسها فتدفع فاتورة باهظة ويتم توريطها في صراعات لا ناقة لها بها ولا جمل.
العالم يتجه نحو مزيد من الصراع بسبب نقص الغذاء وصعوبات الإنتاج والتزايد السكاني الهائل وتعدد المتطلبات والرغبة في الهيمنة وكره الخسارة.
الحرب الروسية على أوكرانيا اشغلت العالم واثرت عليه سلبا في مجالات إمداد الطاقة والوقود والغذاء وارتفاع الأسعار، وأدت الى قيام أحلاف تمثلت في روسيا ومعها الصين وايران وكوريا الشمالية وامريكا ومعها أوروبا وإسرائيل من حيث الدعم بالاسلحة والمواقف السياسية والاقتصادية وهناك أطراف خاسرة نتيجة هذه الحرب وخاصة أوروبا.
ما يجري هو مقدمة لحرب عالمية ثالثة ربما تستخدم فيها الأسلحة النووية وتتطور إلى ضم دول أخرى من العالم وزجها في أتون هذا الصراع واعادة بناء توازن القوى الدولية من جديد.