لوحة الشرف ، لوحة مدون عليها اسماء المتميزين والمتفوقين الذين تركوا بصماتهم في موقع من المواقع التي شغلوها ، فالمؤسسات الراقية التي تحترم وتقدر العطاء والانجاز تفتخر برجالها ومن ساهم بادارتها تطويرها وتقدمها . انتهت المقدمة وادخل في الموضوع ، بتاريخ 27/4/2006 تشرفت بتقديم محاضرة في قيادة فرقة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المدرعة الثالثة بدعوة كريمة من القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية الباسلة حول موضوع دور الاعلام في بناء الرأي العام والشخصية الوطنية. وخلال حديث جمعني مع قائد الفرقة وقادة الألوية في مكتب قائد الفرقة قبل تقديم المحاضرة لفت انتباهي لوحة الشرف الموضوعة في مكتب القائد ومدون عليها اسماء من تولوا مهة قيادة الفرقة منذ تأسيسها ، تصفحت الاسماء المدونة على لوحة الشرف ، وجدت منهم من سبقنى الى الدار الآخرة والذي نذكره بالخير وندعو لله بالرحمة والمغفرة سيادة المرحوم الامير زيد بن شاكر , ومنهم ممن لا زال يواصل المسيرة وتقديم العطاء والانجاز في ميدان آخر وندعو لهم بطول العمر . ولعل الاسم الذي توقفت عنده اسم العميد الركن انذاك " معروف البخيت " والذي تولى مهمة قيادة هذه الفرقة هو الأن رئيس للوزراء ، وكان قبل ذلك قد واصل طموحه لخدمه وطنه الاغلى والارقى . فحصل على الدكتوراه وعمل مستشار وسفيرا دبلوماسيا واكاديميا انها " خلطة أردنية نقية " خرّجت لنا من ميادين الرجولة والشرف رجالا شرفاء انقياء اكفاء .
اتذكر اليوم هذه اللحظة الرائعة التي كرمني لها الله سبحانه وتعالى بها لتقديم محاضرة اكاديمية لمن يعلمونا يوميا محاضرات في الوطنية والانتماء والولاء والوفاء . واذا تسلموا أي موقع من المواقع بعد تقاعدهم . كانوا نعم الرجال ، رجال لا نزاود على وطنيتهم وعلى انتمائهم واذا اردنا مقارنة عطاءنا بهم نجد انفسنا اننا لا زلنا في اول الطريق .
اتذكر عطاء الدكتور معروف البخيت في ميدان الرجولة , واتابع المؤتمر الصحفي الذي عقده في رئاسة الوزراء يوم الخميس 5 تموز 2007 عن عودة الأسرى الأردنيين الاربعة ، وتأكيده عزم الحكومة على الاستمرار في بذل الجهود من اجل الافراج عن جميع الاسرى الاردنيين في السجون الاسرائيلية . اتابع كلمات رئيس الوزراء والمح على قسمات وجهه الفرح الغامر بالانجاز الكبير الذي تحقق في سبيل اطلاق سراح اسراحنا في السجون الاسرائيليه ومشاركته فرحتة لذوي الاسرى بعودة ابنائهم الى وطنهم بعد معاناة طويلة مريرة وشوق كبير لملاقاة فلذات اكبادهم . تعب وجهد وتواصل ونجاح بعيد عن الاضواء والميكروفونات والشخصنة والانتقاص من جهد الاخرين .
اقول واردد واشدد ، ولعلنا نجتهد في تقييم اداء رئيس الوزراء ، نتفق على ان الدكتور معروف البخيت هو رئيس الوزراء الأردني الوحيد وفي تاريخ الحكومات الاردنية بأنه " الشفاف والصريح والقريب من المواطن " ، الصريح بتعريته لقوى الشد العكسي والشد البخسي ،التي تبخس وتنتقد الانجازات وتتسلح بالبيانات والتصريحات الفارغة ، رئيس الوزراء الذي لم يبحث عن ريموت كونترول ليدير شركاته او يرفع سقف ارباحة . رئيس الوزراء الذي لم يفقد شعبيته في الاستطلاعات الأردنية التي تجري بين الفينة والاخرى ، رئيس الوزراء الذي يمشي في سبيل الوطن عاليا مرفوع الرأس ، يحاور يفاوض ، بهدوء وبعد نظر .

احلى الكلام .... تحية تقدير للدكتور معروف البخيت ، المعروف الذي لم يزل معروفاً ، لم تبدله المواقف والظروف ، نيشان فخر واعتزاز على كل انجاز قدمه للمواطنين . ولعل التوقف عند هذه الانجازات والبحث في مضمونها ومكنوناتها بحاجة الى ساعات وايام ونشرها يحتاج الى كتب ومجلدات .

ohok_90@yahoo.com