إسرائيل تنتخب وهرتسوغ في واشنطن
د. حازم قشوع
20-10-2022 01:01 AM
للمرة الخامسة في غضون اربع سنوات تنطلق الحملات الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية ليعود الناخب الإسرائيلي للاقتراع من جديدة في الأول من تشرين ثاني القادم وللمرة الخامسة يكون مركز التأييد والمعارضة مبني على أساس مركز الاختلاف الذى يشكله عودة نتنياهو لرئاسة الحكومة الذى ما زال يحظى معسكره كما تشير استطلاعات الراي بمقاعد قريبة من تشكيلها تتراوح بين 58 و59 مقعد في ائتلاف ضمن اضافه لحزب الليكود الذى يتزعمه أحزاب الحريدية الصهيونية الدينية وحركة شاس الدينية اضافة الى جماعة الحريدية التي تضم المتدنيين الغربيين وهو إتلاف يشكل جناح اليمين في المعادلة الانتخابية الإسرائيلية .
واما الائتلاف المركزي في المعادلة الانتخابية الحالية فانه يشكل من يائير لابيد رئيس الحكومة الحالية والذي يعتبر من الشخصيات الأكثر قبولا عند المجتمع الدولي والمحتوى الإقليمي العام واتلافه يضمن حزب هنالك مستقبل والمعسكر الوطني وإسرائيل بيتنا والأحزاب اليسارية التي تمثل حزب العمل وميرتس وهو أتلاف محاط بتيار مناوء لنتنياهو يضم القوائم العربية الثلاث وهي القائمة المشتركة برئاسة ايمن عودة واحمد الطيبي والقائمة العربية بقياده منصور عباس والتجمع الوطني بقيادة سامي أبو شحادة وهي قوائم بحاجه للعناية كبيرة من الناخب العربي الذى مازالت اليات تحفيزه متواضعة ونسبة المشاركة في حواضنه لا تتجاوز 50 %.
وفي حال استقرت هذه المعادلة كما تشير اليها استطلاعات الراي العام فان أرضية تشكيل الحكومة الإسرائيلية ستراوح بين ثلاثة احتمالات بقاء لابيد بالسلطة او عودة نتنياهو للحكم او دخول غانتس بتشكيل توافقي بينه وبين الليكود وهى احتمالات كلها واردة وتنتظر حديث السرايا الذى تحكمه الزيارة الهامة التي يقوم بها الرئيس الاسرائيلي يتسحاق هرتسوغ للبيت الابيض قبل خمسة أيام من يوم الاقتراع في الصندوق في زيارته الأولى لبايدن في حديث قد يحمل افاق تشكيل حكومة وحده إسرائيلية برئاسة لبيد لمواجهة تداعيات التهديد الروسي هذا اضافة لمشهد الانتخابات النصفية التي تدخل في مرحله حادة نتيجة لتقارب ميزان الأصوات بين المعسكرتين الجمهوري والديموقراطي والذى تشكل بيضه القبان فيها مراكز التصويت الصهيونية الذي سيلتقها هرتسوغ فى جولته مع رؤساء الجالية اليهودية.
هرتسوغ الذي يحمل ملفات تشكيل الحكومة الإسرائيلية وفضاءات الانتخابات الأمريكية يحمل أيضا ملف الاتفاقية الأمنية اللبنانية الإسرائيلية إضافة لملفات اتفاقية الغاز الثلاثية على مشارف غزه واليه التعاطي مع الأوضاع بالضفة اضافه لملفات امنية وعسكرية وأخرى لها علاقه بموضوعات التغير المناخي الذى ينعقد مؤتمره الدولي في شرم الشيخ في الشهر القادم بمشاركة دولية واسعة ينتظر ان يكون الأكبر منذ اندلاع الازمه الأوكرانية.
الامر الذى يجعل من زيارة هرتسوغ للبيت الأبيض زياره مركزية في التوقيت وما تحمله من مضمون لما تحويه من ملفات ستطال موضوع دعم الوساطة الفرنسية بين واشنطن والرياض عبر قمة العشرين القادمة G20 التي تستضيفها اندونيسيا وترتيب البيت الداخلي الإسرائيلي يتم من على إيقاع تفاهمات سياسية في واشنطن وان كان التصويت يتم بصناديق الانتخابات الإسرائيلية .