سالت الدكتور زيد عيادات رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية عن عدد النخبة في الاردن او ما اصطلح على تسميتهم ب "قادة الراي" فقال انهم لايتعدون الخمسة الاف يستخدم الاستطلاع منهم خمسمائة ..
معنى ذلك ان الحراك ان لم نقل الخراب السياسي في البلد يقوده اغلب النخب ، او كما قال عنهم جلالة الملك ذات غضب وعتب : "اصحاب الصالونات والاجندات" .. وان ال 11 مليون لا يهمهم التعديل ولا التغيير الحكومي ولا الاحزاب وملحقاتها فقد بين استطلاع الاردنية الاخير ان احد المستطلعين قال ان رئيس الوزراء الحالي هو هاني الملقي مع ان الرجل رحل بتظاهرة مسيرة وليس مظاهرة مخيرة هزت عمان وجاء خلفه المنقذ الاعظم عمر الرزاز ..
سألت احد اكبر العاملين في التسويق عن اسم وزير التخطيط فقال : هل من خيارات .. قلت : ناصر الشريدة ام يوسف الشمالي ام ينال البرماوي فأجاب في الحال : البرماوي ! للعلم ينال صحفي وليس وزيرًا .. اما حينما سالته عن وزير الاستثمار فكانت اللطمة الاولى والاكبر ..
ملخص المقدمة ان اهتمامات الناس بلقمة عيشها ، وسهرها ينقسم بين التكتوك والفيسبوك لا اكثر .. وان كنت اراقب كمًا هائمًا على معاناته من معبئي الوقت يقضون اوقاتهم بتصفح صفحات المعارضين خارج البلاد الذين يبنون قصصهم على شائعات مواقع التواصل والواتس اب او من غاضبين لا اكثر..
الصحفيون تحديدا يهتمون باخبار التشكيل والتعديل والتغيير والتنقلات والتعيينات من بوابة المعرفة والنشر والسبق الصحفي اما السياسيون فغاياتهم متفاوتة بين المعرفة وبدأ مشوار النقد وبين تذكير الدولة بتعيينهم في الديوان اوالوزارة او السفارة او مجلس الاعيان والمواقع الاقل الاهمية .. وهذا مباح ومتاح لكل اردني خاصة حينما يرى ان من هو ادنى استبدلته الدولة الغارقة بالعمق بالذي هو خير..
ما علينا ..
هل دقت ساعة العمل فعلًا .. هل دقت ساعة التغيير ..؟
لا احد يملك الاجابة الا هو ..
بيده القرار واشاراته حتى اللحظة معدومة .. كنا دومًا نستقريء المشهد القادم من وحي السطور والكلمات عبر الشاشات او من بين السطور في اللقاءات الحسينية ، لكن هذه المرة لاتوجد لا تصريحات ولا تلميحات ، فالملك لم يوجه انتقادا لا مباشر ولا غير مباشر لحكومته حتى نحكم على مصيرها .. ورئيسها يقول ان امر رحيل حكومته من اعادة تشكيلها او تعديلها بين يدي صاحب السلطة الدستورية ، وان كان البعض قد نفذ صبره من كثرة التعديلات غير المجدية التي يترحم فيها الناس على الذاهبين اكثر من الايبين ، بحكم ان الوضع مازال "مكانك قف" بزعم الازمات المحيطة وتراكم السلبيات والاخطاء ومسلسل التسويف وكذبة المعوقات المرافقة لكل خطة او برنامج او توجيه وان الاستثمار والتعليم والصحة والسياحة لا يمكن ان تفلح في ظل الادارة المتهالكة ..
بعض المسؤولين حينما يخرجون من السلطة يبدؤون بسرديات عن الحصان والعربة اثناء عملهم ، واغلبهم ممثلون لا يصلحون لادارة شؤون منازلهم لكن الاقدار رمتهم علينا بمركبات تيسلا التي افقدتهم صوابهم فلفحهم اللقب ، او كما يحلو للمهندس خالد رمضان ان يسميهم بمن "لفحهم العلَم" حينما اشار لرئيس كان صديقه مدى سنوات فتنكر له حينما حط قدمه في الرابع ولفحه العلم ..!
مسلسل اللطميات الاردنية يبدأ ولا ينتهي ، فهل صدق احدهم حينما قال "نحن شعب شكاء بكاء" .. اظن لو زاد اننا لطامون لاختصر المشهد الذي يحتاج لسهرة لطم جماعية على بوابات الحوزات الوطنية والحيرة بين "اللط" واللطم"..