إنَّ شبكاتَ النقلِ العامِ شريانُ الحياةِ وسبيلٌ لديمومةِ الأعمالِ والأنشطةِ البشريةِ في كافةِ الأصعدة والجوانبِ وهي محراك ومعزز للتغير والتقدم لأنها ترتبط بالوقت فانتظام الوقتِ يعني الصلاحُ في كلِّ الأمورِ ولهذا تساهمُ الصلاةُ في ضبطِ توقيتِ المسلمِ لقوله تعالى : ( إنَّ الصَّلاةَ كانتْ على المؤمنينَ كتاباً موقوتاً) .
إنَّ نظامَ النقلِ العامُ الحاليُّ جيِّدٌ ولكن يحتاجُ لبعضِ اللَّمساتِ لحلِّ الاضطراباتِ وليكونَ خيرَ عونٍ وزادٍ للافرادِ في كافةِ ارجاءِ البلادِ .ولو بحثنا في موضوعِ النقلِ العامِ لتمكنَّا من إجمالِ سببينِ وراءَ ابرزِ التحدياتِ التي نواجهها أولهما البنيةِ التحتيةِ المتهالكةِ فالشوارعُ المحفرةُ الضيقةُ والتقسيمات التي لم تتناسبْ مع زخمِ السكانِ المتزايدِ بفعلِ الهجراتِ المتتاليةِ من البلدانِ المجاورةِ.
ومن جانبٍ آخرٍ وهو الأهمُّ اننا نفتقرُ إلى شبكةِ نقلٍ عامٍ تشابهُ الدولَ المتقدمةَ كالقطارات والمترو والأنفاق. إن سوء شبكات النقل العام والعشوائية في إدارتها بالوضع الحالي الذي سبب الفوضى وعدم انتظام المواعيد للافراد في أعمالهم ووظائفهم وجامعاتهم مما سبب إنعكاس هذهِ الفوضى في حياتهم الإجتماعية وتفكيرهم، مما قاد للتراجعِ الفكريِّ للافراد وكلنا يغفل اثر هذا الأمر في التفكير العام الذي يَقودُ للتَّقدم والرقي للأمم والدول وهذا زمن التمايز الفكري الذِي يبْدأ بالحياة العامة . إن ترديَ أَوضاعَ شَبكاتِ النَّقل العام قاد الأفرَاد بالْرغم مِن ضِيق ظُروفهم الاقتصادية إلْى اقْتناءِ السيَّارات الخاصَّةِ بعدَد فاق المعقول ،فاعداد السياراتِ في الشارع المحلي العامِ يفٌوقها فِي الدُّول المتقدمة ذلِكَ شكل ضُغطَا على الْبنية التحتية والشَّوارعِ بشكلِ يفوقُ طاقاتها مما كان سببا في المشكلة .
إن فسافس الأمور يكونٌ لها شأنُ كبيرٌ في التشكيل والتركيبِ فالبحر يبدأ بقطرةِ ماءٍ والمادة تبْدأ منْ ذرهٍ وكذلِك الفكْرِ يبدأ من صَفاء ذِهني ناتج عن نموذج نظامي في شتَّى الأمور ، ويُهدم بِهذهِ المشكلةِ والمُشْكلات الْشَبيهة لانَّه اذا لم تترتب أمور الامة في مَخابزَها واسواقها وتجمعاتها واماكِنها العامة لن تبرز للقمم ونسأل الله أنْ يَحْفظنا مَنْ كُلِّ الشُّرورِ .