" مئة عام ألا تكفي لننصف المرأة "
رأفت أبو رمان
17-10-2022 12:35 AM
هل باتت المناصب السيادية حكرا على الرجال فقط ؟
هل نحن في مجتمع ذكوري ذو عقلية متحجرة لهذه الدرجة ؟
لماذا في مجتمعنا الأردني هناك حقائب وزارية تناسب السيدات فقط و أخرى لا تناسبها ؟
لماذا لا نعطي فرصة للسيدات لاستلام وزارات سيادية؟
من وجهة نظر حيادية أرى أننا اليوم في دولة عمرها قرن من الزمن وما زالت المناصب السيادية فيها حكرا على الرجال فقط
وأننا نرى أستلام المرأة هذه المناصب قد يسبب لنا كابوسا لعدم تمكنها من السيطرة في هذه المناصب السيادية
هل نرى أن المناصب التي قد تكون مقتصرة على المرأة تنحصر في وزارات التنمية الاجتماعية والثقافة والبيئة وأحيانا التعليم والتعليم العالي
ما الذي يمنعنا في عصر النهضة و التقدم أن نترك الباب مفتوحا أمام المرأة لتكون مثلا يحتذى به في تمثيل المجتمع الأنثوي و الذي يشكل غالبية في مجتمعنا الأردني في وزارات سيادية كوزارة الداخلية و الخارجية و الدفاع او حتى وزارة المالية.
ما الذي يمنعنا في العقود الثلاث المنصرمة أن نعطي المرأة أحقية التجربة في المناصب السيادية حيث أن المرأة الأردنية أثبتت للعالم أجمع انها قادرة على تحمل المسؤوليات و أدارة المواقف و أيجاد الحلول المناسبة لها في شتى القطاعات القيادية التي استلمتها.
و عندما مثلت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت وزارة الخارجية الامريكية في عام 1996 كان لنا الحذوة و أستبشرنا خيرا بحكوماتنا المتعاقبة عندما تولت معالي ريما خلف نائبا لرئيس الوزراء و وزيرة للتخطيط أنداك في حكومة دولة الدكتور عبدالرؤوف الروابدة عام 1999 و قد فتح المجال للحكومات التي تليه لتولي المناصب السيادية للمرأة و لكن ما ان لبثت حتى تجمدت تلك الفكرة وذهبت أدراج الرياح و منذ ذلك الوقت و نحن ننتظر منح الفرصة لكي تثبت موجوديتها وفعاليتها في المجتمع.
و نحن الدولة التي لديها من التحضر و سعة الأفق والانفتاح للمرأة و مشاركتها و مساهمتها في بناء هذه الدولة التي أصبح عمرها قرنآ من الزمان في الإنجاز والتطور
و مع أن جلالة الملك في كل خطاباته و لقاءاته يطلب و يأمر بتمكين المرأة و يغير القوانين و الأنظمة التي تصب و تخدم بالنهاية تمكين المرأة و تتواكب معها و كل ذلك من أجل ماذا ؟
من أجل أن نرى المرأة في مناصب قيادية و سيادية و مناصب تثبت للعالم أجمع أنها قادرة وأريدكم أن تتأكدوا أنها ستثبت لكم العكس و انها ستنجح وتأكدوا على أنها قادرة على ان تكون أنموذجا و مثالا للمرأة الصلبة في وطننا الذي نحب ونعشق.