«صراع الديوك» على قمح الرئيس!
ماهر ابو طير
13-10-2010 04:39 AM
تثور غضبة اللبنانيين من زيارة الرئيس الايراني اليوم الى بيروت ، وتشي الاجواء ان زيارته قد لاتمر بهدوء.
زيارة نجاد خطيرة جداً ، وليس مستبعداً ، ان تتعرض بيروت الى تفجيرات ، في سياق افساد الزيارة ، واخافة الرئيس الايراني ، والابراق الى بريد الرئيس بأنه غير مرغوب فيه من جانب قوى سياسية معينة في لبنان.
تيار حزب الله وحركة امل وقوى المقاومة ، تحتفل بزيارة الرئيس الايراني ، الذي قيل انه سيزور ايضاً مواقع في جنوب لبنان ، وهو امر يستبعده مراقبون ، لان رأس نجاد مطلوب لقوى دولية كما هو رأس الشيخ حسن نصر الله.
الاسئلة تتداعى:كيف سيمر موكب الرئيس الايراني من المطار الى مقر اقامته ، كيف سيتم تأمين موكبه ، وقد شاهدنا كيف تم نسف موكب الحريري ذات يوم ، ثم ماكلفة الزيارة السياسية والامنية على لبنان ، وقواه المتصارعة.
في الوقت الذي يتم فيه الضغط على ايران وحزب الله ، على اصعدة مختلفة ، تأتي الزيارة من باب التحدي واعادة خلط الاوراق ، ولااحد يعرف ماهذه القدرة غير المسبوقة على المقامرة لدى طهران ، بزيارة نجاد الى ساحة مفتوحة ومتفجرة وخطيرة مثل لبنان.
لاسرائيل عملاء في لبنان ، كشفت بعضهم السلطات اللبنانية ، وهذا يعني ان عدد العملاء كبير ، والاسرائيليون لديهم قدرة على اختراق الاتصالات ، ولديهم ايضا ، من هو راغب بتفجير الاجواء في لبنان.
ليس صعباً على جهات دولية كثيرة ان تعرف تحركات نجاد في لبنان ، واذا كان الرئيس الايراني زار نيويورك ، سابقا ، فقد حظيت زيارته آنذاك بترتيبات امنية ، وبحذر ايراني شديد.
في ساحة مفتوحة مثل لبنان ، وفيها دوماً فاعل مجهول ، فإن المخاطرة بالزيارة غريبة ، فالبلد مليئة بالسلاح والمتفجرات ، وخصوم حزب الله وايران كثر ، وابسط مايمكن فعله تفجير هنا او هناك قبل الزيارة او في مسارها.
هناك من يقول ان نجاد لن يأتي عبر بيروت جواً اذ قد يأتي عبر دمشق ، ومن هناك براً الى بيروت ولبنان ، وايا كانت السيناريوهات المطروحة فأن توقيتها وتفاصيلها ، يثيران الذعر.
رئيس دولة لايمكنه ان يتحدث الى اللبنانيين من وراء حجاب او شاشة تلفزيونية كما هو رأس حركة مقاومة ، وهو ان فعل ، سيكون قد لبس "الكاكي" ونزل الى الارض ، معلنا انه لايأمن على نفسه كرئيس دولة.
السؤال الاكبر يقول:ماهو مصير الهدوء في لبنان ، اذا تم نسف زيارة نجاد اليها ، وهل كان مناسباً ان يأتي الرئيس الايراني في توقيت يغلي فيه لبنان.
كل مايخشاه المرء ، هو ان يجد لبنان نفسه امام حرب اهلية ، اذا حدث اي تفجير سياسي او امني خلال زيارة الرئيس.
لا الزيارة مناسبة ، ولاتوقيتها مناسب ، ولالبنان يحتمل "صراع الديوك"على حبات القمح التي ينثرها نجاد على صدره الجريح،،.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)