التصعيد الصهيوني الى أين؟
النائب السابق ردينة العطي
14-10-2022 09:29 AM
ان التصعيد الصهيوني منذ أواسط رمضان الماضي وفي هذه اللحظة والتي يمارس الكيان الصهيوني من خلالها أبشع اشكال الانتهاكات للمقدسات الأسلمية والمسيحية وخاصة في القدس ونابلس وجنين وامتداد ذلك التصعيد بغطاء كثيف من وسائل الأعلام موظفا الأحداث الجارية في الأزمة الأوروبية لصالح مشروعهم الاستيطاني والذي يلقى تجاوبا وتوافقا بين المكونات الحزبية الائتلافية فيها والتوافقية في الكيان الصهيوني والذي أضحى كيانا يمينيا متطرفا في بنيته وفي تشكيل وعيه والذي يعتبر أن الاستحقاقات الانتخابية لدولة العدو الصهيوني تتمحور حول كم الدم المقدم فلسطينيا كقربان للانتشار والتجييش لصالح هذا الائتلاف أو تلك الانتهاكات والتي وصلت ذروتها من خلال الأعياد اليهودية وبتصعيد غير مسبوق أدخل قطعان المستوطنين الى باحات المسجد الأقصى قرابينهم وأبواقهم التلمودية من أجل الذهاب الى التهويد الكامل واعتبار هذه الشعائر هي ترسيخ للتقسيم المكاني وأن هذه الطقوس التلمودية لا تقاوم الا على أراضي الهيكل المزعوم.
اذن أن كل تطور تترجمه القوات الأمنية الصهيونية على أرض فلسطين هو الذهاب بعيدا بعد ترسيخ مفهوم الزمان والمكان ونعني هنا بعد ان جسد الكيان الصهيوني التقسيم الزماني من خلال الاقتحامات اليومية صباحا وفي سياق الغياب الكلي للموقف عربي يشتد الحراك الدبلوماسي الأردني والهبة الشعبية في الداخل قام بتمديد تلك الاقتحامات الى ما بعد الحادي عشر وذلك يوحي من خلال اتساقه مع القرابين التلمودية وشعائرهم الدينية تحت يافطة الأعياد الصهيونية أنه بدأ مشروع التقسيم المكاني ضاربين بعرض الحائط كل المعايير والقوانين الدولية والأخلاقية والإنسانية من هنا جاء تحذير الخارجية الأردنية بأن توسيع دائرة العنف الصهيوني
قد افرز تحد ومواجهة فلسطينية شاملة لا تقتصر على مدينة القدس فقط وانما امتدت الى كل الضفة الغربية بكل مكوناتها
الفصائلية للوصول الى تصعيد ومواجهة عسكرية نظرا لحجم القمع الصهيوني والاستهداف المباشر وغير المباشر للأفراد والأسر علاوة على الاستهدافات الأمنية ذات الطابع الفصائلي.
من هنا نقول ان استهداف الوقف الأردني في سياق الاقتحامات للمسجد وللمخيمات وللمدن سيؤدي بالضرورة الى التصعيد لا يحمد عقباه وان الواقع الإقليمي رغم الاتفاق على الحدود الأمنية اللبنانية الصهيونية والذي جعل التركيز الإعلامي ينصب على هذه الاتفاقية ومحاورها قد غيب القضية الفلسطينية عن فاعيل الاعلام الدولي مع التصعيد الهائل في المواجهة الأوروبية.
كل ذلك سيضع الشعب الفلسطيني والقيادة الأردنية أمام خيارات محدودة في التعامل مع النتائج الكارثية التي ستنجم عن هذا التصعيد وهذه اللامبالاة لذلك فأن جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية حذرت من أن الاستهتار في النتائج المباشرة وغير المباشرة لهذا التصعيد والاستهداف المباشر للأفراد من خلال سياسة الاعدام الميداني ستؤدي الى تصعيد لا يحمد عقباه وستتحمل نتائجه بكل تفاصيلها الاحتلال الصهيوني والتي لن تستطيع ان تحتوى اي تصعيد وتحول في الهبة الفلسطينية الى انتفاضة ببعد عسكري وهوما سيؤدي الى اختلالات إقليمية تؤدي الى عدم الاستقرار والذهاب الى حرب لا يعلم الا الله سبحانه وتعالى نتائجها على الصعيدين السياسي والإنساني
وأنني ادعو بكل صدق الى اسناد حقيقي للشعب الفلسطيني بالداخل ودعم استراتيجي شعبي ومؤسساتي للحراك الدبلوماسي الأردني لوقف التصعيد الذي يقوده باقتدار وحكمه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين .