شغب الملاعب أم الشغب في الملاعب؟
د. ذوقان عبيدات
13-10-2022 04:08 PM
هناك خلط قد يكون مقصودًا بين الشغب الذي ظهر في الملاعب الرياضية حيث عبّر كل من ناقش الموضوع عن أنّ ما حدث هو شغب ملاعب، وليس شغبًا تمّ في الملاعب!
والفرق كبير: شغب الملاعب هو أعمال كراهية وأعمال عنف ترجع إلى عوامل رياضية خالصة مثل التحكيم أو انفعالات مدرِّب أو إثارة من لاعب، وأنّ هذه العوامل هي التي ولدّت هذا العنف.
أما الشغب في الملاعب فهو شغب له عوامل نفسية واجتماعية وسياسية تم انفجارها في الملعب، وهذا يمكن أن يحدث في أي مكان مثل مقهى أو صالة أو شارع، وليست العوامل الرياضية فاعلة فيه.
هذا التمييز ضروري جدًا لمواجهة هذا العنف! فإذا كان شغب ملاعب فإنّ علاجه يكون في إزالة عوامله، فيعاقب المدرب أو الحكم أو الإعلامي الرياضي الذي شحن الجمهور وأثاره!
أما إذا كان شغبًا في الملاعب بأسباب نفسية أو اجتماعية أو ثقافية أو سياسية أو مناطقية أو طائفية فإن علاجها لا يكون بهداية الجمهور وتحريضهم على "فئة مندسّة" غالبًا ما تكون غير موجودة إلّا في سلوك "الطبطبة" وعدم التصدي لمعالجة العوامل المتشابكة وغير الرياضية التي كانت وراء هذا الشغب ممّا ليس لها علاقة بالرياضة أو الملاعب!!
صحيح أن في الرياضة عوامل ذاتية تلهب الجمهور مثل، خطأ من حكم أو حركة لا أخلاقية من إداري أو لاعب أو مدرب، ولكن مثل هذه الأخطاء البشرية تحدث وقد لا تسبّب أي شغب!
إذًا يعتمد حل المشكلة بتوصيفها بدقة! هل هي شغب ملاعب أم شغب في الملاعب؟ طبعًا إذا كانت شغب ملاعب فإنّ الحلول سهلة وقد تكون أمنية أو غبيّة كحرمان الجمهور من الحضور، أو معاقبة المسيئين كما نفعل تقليدًا لغيرنا في ملاعب دولية!
أما إذا كان شغبًا امتد إلى الملاعب فإن علاجه مختلف جدًا، كالعلاج التربوي والسيكولوجي أو السلوكي والاجتماعي والسياسي!
أذكر الجميع:
في سنة ١٩٩٥، علّق إعلامي رياضي مصري قبل مباراة مصر والمغرب بكرة القدم قائلًا: واجهوهم بروح حرب اكتوبر!! فرشق الجمهور المصري لاعبي المغرب بالحجارة.
وفي سنة ١٩٩٦ زار فريق كرة سلة مصري المغرب ، لم يتمكن الحكم من بدء المباراة بسبب رشق الجمهور المغربي اللاعبين المصريين بالحجارة وبما ملكت أيْمانهم!
قال المعلق المغربي: العين بالعين والسنّ بالسن!!
هذا مثل لتبرئة الملاعب من الشغب! فالشغب حدث في الملعب ولكنه لم يكن شغب ملاعب!!
التصدي للمشكلة يكون بفهمها لا بالتعمية عليها !!
ملاحظة :
حدث خلاف في أحد مدارس الزرقاء الابتدائية ، بين من يرغب في سماع أغنية للنادي الفيصلي، وبين من يريد أغنية لنادي الوحدات .
فهل هذا شغب ملاعب !