النقد بشكل عام يهدف إلى ابراز الجوانب الموضوعية الايجابية في النص والاشارة الى الجوانب السلبية بطريقة سلسة لكنها غير مجاملة ،
أنا لا أريد الاستشهاد بالمقولات الفلسفية والمصطلحات النقدية الحضارية أو حتى العربية التي عادة ما يلجأ اليها النقاد في عملهم النقدي، مثل قال فلان.. وقال فلان، فالنقد هو وجهة نظر وتأويل ولن يتطابق عمل نقدي مع آخر في موضوع سردي واحد فكل ناقد يتبنى وجهة نظره وعلمه وعمقه وملاحظاته الجمالية ويتعمد ذلك على ثقافته وتجربته النقدية.
لقد قراءت الكثير من الكتب النقدية وكتبت الكثير عن مواد ومواضيع وروايات وقصص ونصوص مختلفة، وهناك مدارس ومناهج ومذاهب مختلفة في النقد، وهي أجنبية حديثة عملت على تقسيم المنهج النقدي وتشخيصه،وذلك على طريقة الطب العام الذي أصبح له تخصصات كثيرة وكذلك النقد العام، حيث بات له تخصصات كثيرة منها البنيوي والتفكيكي والسينمائي والصحفي والتأثيري والانطباعي وغيرها، أنا لا أجد مبررا لبعض هذه المدارس خاصة نقد العتبة والعنوان والوان الغلاف وغيره فهذا الأمر شوه النقد العام، فانت عندما تقرأ دراسة نقدية عن مؤلف لاتخرج بشيء سوى كلام ثرثرة وفلسفة المعنى لها وحشو لامبرر له، فهذا الزمن ليس بحاجة لكل هذه الصفحات النقدية التي لا تسهم بتصويب الفعل الثقافي والأدبي الذي أصبح خارج سياق اهتمام القارئ والمتلقي الذي لا يهمه كل هذا الكلام طالما استمتع بقراءة النص الروائي أو الشعري، لا يهمه أن يقرأ نقدا طويلا ومعقدا لا يصلح سوى لمكتبات الجامعة أو لطلاب العلم التخصصي لمادة اللغة العربية، فالزمن تجاوز هذه الأمور التي تسلب الوقت وتبعثر الجهد وترهق الكاتب والقارئ، هناك نصوص نقدية مملة وصاحبها يدور ويدور حول ذات النقطة، ولا يؤدي رسالة واضحة.
قراءات النصوص من الداخل قراءة فلسفة زائدة، هناك محاور مهمة تستطيع ان تركز عليها باقتضاب وعمق وبأقل المفردات والجمل، فكل شيء تغير في الحياة فالقصة الطويلة القديمة باتت قصة قصيرة جدا، والرواية الطويلة جدا باتت رواية أقل من مائة صفحة .
وينطبق ذلك على كل شيء في عصرنا الحاضر، فالناقد ينبغي عليه الاختصار ووضع كل كلمة في مكانها الصحيح ويبعد عن الشطط والتهويل والخيال وإعطاء النص والموضوع أكبر من حكمة.