لغة المصالح .. «أوبك» مثالاً!
عصام قضماني
13-10-2022 12:21 AM
قامت الدنيا ولَم تقعد بعد، لأن دول أوبك المنتجة للنفط قررت خفض الإنتاج لمصلحتها..!
لماذا تلام الدول اذ تبحث عن مصالحها بينما أن القوى العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة تتمسك بمصالحها دائما على حساب العالم!
ما زال شعار «إن لم تكن معي فانت عدوي» الذي رفعته اميركا ابان رئاسة بوش الصغير، فها هو بايدن يتحدث بذات اللغة ونحن نقول «أحرام على بلابله الدوح».
العالم يتصدع تحت ضغط الأسعار التي تكاد تعصف بحكومات عجزت عن الحلول والتضخم الجامح وقد وقع ما كان متوقعاً عقب انسحاب وباء كورونا لكن ما زاد ناره لهيباً هي الحرب الروسية في أوكرانيا.
هل يتعين على الدول المنتجة للنفط ان تضحي.. لماذا لم تفعل الدول المتقدمة ذلك عندما كان العالم بحاجة ماسة الى كل دعم!
أنظر مثلاً إلى تعامل العالم المتقدم مع ازمة اللجوء السوري في الأردن والدعم ما زال بالقطارة بينما ما تم ضخه من سلاح وخلافه في اوكرانيا كفيل ببناء ٣ دول كاملة.
هل من مصلحة للدول المنتجة أن تستجيب لضغوط الحاجة وان ترفع الإمدادات وتخفض الاسعار لان الولايات المتحدة تريد أن تنقذ اوروبا على حساب السعودية والامارات؟.. الاسعار المنخفضة لا تخدم خطط هذه الدول الاقتصادية وقد كان قرارها المرجح بخفض الانتاج للحفاظ على حد معقول من الايرادات بعد فترة طويلة من الخسائر قرارا اقتصاديا وهو كذلك مهما سعت الدول العظمى الى تسييسه وحتى لو انه كان سياسيا فاين الخطأ في ان تبحث الدول عن مصالحها.
ماذا قدمت الدول العظمى للمصالح العربية وهي لا تزال تدعم الاحتلال الاسرائيلي حتى اخر قطرة نفط عربية؟
لا شيء بل مزيد من دعم الهيمنة والاستقواء الاسرائيلي.
الضغوط ستمارس وستستمر ضد الشقيقة السعودية التي ستكون في منتصف دائرة الضوء كدولة لم تخدم مصالح الغرب من جيبها وعلى حساب اقتصادها وشعبها وها هي الاصوات تتداعى في واشنطن لمراجعة علاقتها بالرياض ولو ان قرار اوبك جاء في خانتها لصفقت هذه الاصوات واعتبرت الرياض من الاشقاء!..
فوائض الخليج من النفط مصلحة لها ولدول المنطقة والعربية منها خصوصا.. وفيما يبدو العالم منقسما اليوم ومسرح الأحداث يستنزف الثروات يتعين على دول المنطقة العربية تدعيم تكتلاتها الاقتصادية بتشابك اكبر لحماية مكتسباتها من التقلبات العالمية العنيفة التي ليس لها فيها لا ناقة ولا جمل.
هذه قضية ستحتاج الى تحرك عربي.. لا يؤازر العربية السعودية في المحافل والمنابر والبيانات بل في تحرك قانوني يقوم على مبدأ المعاملة بالمثل..
لغة المصالح هي التي يجب ان تسود في عالم اليوم ام انه حلال لتلك الدول ان تفرش مصالحها، وحرام علينا مجرد أن نطل برأسنا ولو همساً بحثاً عن مصالحنا.
العالم يتغير!
(الراي)