انتخابات الغرف الصناعية على الأبواب وهي في هذه المرة مختلفة.
يحق للصناعيين أن يفخروا ليس فقط لعودة الصناعة إلى الصدارة خلال وبعد وباء كورونا، بل لأن الأنظار تتركز عليها تحت عنوان الاكتفاء الذاتي.
قصص النجاح يمكن أن تلحظها في حجم الصادرات، وفي نمو القطاع لكن كنا قد لاحظنا من خلال تزويد السوق بحاجته وأكثر خلال وباء كورونا خصوصاً.
مع احترامنا لاهمية القطاع التجاري ودوره في تزويد السوق بما يحتاج وربما استقرار الاسعار ولو بشكلٍ نسبي لكننا نفرح عندما تمتلئ ارفف المتاجر بمنتجات اردنية ذات كفاءة وجودة عاليتين.
حضرت حفل إطلاق «كتلة» لانتخابات غرفتي صناعة عمان والاردن، ولم يكن حفلا تقليديا فقد كان فرصة لاطلاع الرأي العام والحضور الكبير على مدى التقدم الذي احرزته الصناعة في الاردن والاهم هو انتقال الصناعيين من الشكوى والمطالب الى طرح الافكار والرؤى للنهوض بالصناعة.
والشيء بالشيء يذكر عندما قدمت إحدى الكتل الصناعية في الزرقاء مثل هذه الافكار في حفل مماثل وحضور ومشاركة وحوار معمق حول مستقبل الصناعة.
لم يتسن معرفة ما ستقدمه الكتل الاخرى المتنافسة فهي لم تشهر نفسها بعد في لقاء جماهيري، لكن نظن ان المنافسة ستكون شديدة ليس على المقاعد انما في طرح الافكار والمبادرات وهي كما نراها نتاج نضوج المرشحين والقاعدة الصناعية أيضاً.
كان الحماس منقطع النظير لتصعيد قطاع الخدمات على حساب الصناعة، الأخيرة واجهت مأزقاً في اتجاهات عدة لكن سرعان ما استعادت اهميتها في ظل وباء كورونا عندما انكفأت الدول على منتجاتها الذاتية.
صحيح أن المؤشرات الكلية تقول إن الاقتصاد الأردني هو اقتصاد خدمات بالدرجة الاولى، لكن يبقى للإنتاج المادي وهو الصناعة حصة مهمة في الناتج المحلي الإجمالي.
من دون دعم ولا حوافز ينمو قطاع الخدمات بسرعة وهو يسهم اليوم بحوالي 67% من الناتج المحلي الإجمالي مقابل مساهمة لا تتجاوز 33% لقطاعات الزراعة والصناعة والتعدين والإنشاءات والماء والكهرباء، لكن هل هذا سبب كاف لإهمال الصناعة؟
معاناة الصناعة هي في الاغراق بمنتجات صناعية مستوردة تتمتع بإعفاءات وحوافز وطاقة رخيصة لن تطالها الحوافز الأردنية مهما بلغت؟
معاناة الصناعة بعدم عدالة اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول المتفوقة صناعة وكلفا واسعارا.
معاناة الصناعة في تكلفة الطاقة المرهقة وفي تأخر الفوترة التي توحد وتنسق الجمارك مع ضريبتي الدخل والمبيعات.
معاناة الصناعة في توفر أيدٍ عاملة ماهرة ومستقرة.
الصناعة الأردنية قادرة على المنافسة في الخارج، لكنها تحتاج لأن يكون ظهرها مسنوداً وغير مكشوف في الداخل.
(الراي)