ما كتبه ماهر ابو طير في مقاله الاخير في صحيفة الغد مطالبا دولة رئيس الوزراء المحترم بالتوقف عن تخدير الأردنيين والاستخفاف بثقافتهم وفهمهم ووعيهم ومتهما دولته ببيع الماء في حارة السقائين، قد يشكل دعوة لتأجيج الشارع، وهو وبلا أدنى شك خروج على حدود الكياسة والنصيحة الصادقة المخلصة ومحاولة غير بريئة لاستثمار معاناة الناس وفقرهم وحاجتهم ودغدغة لمشاعرهم وعواطفهم.
ولعل القارئ المتفحص لما يجري لا يشك للحظة بأن هذا التناغم والتماهي المفاجئ ما بين كلمات ابوطير المنتقاة بعناية فائقة ومخرجات هذا الاستطلاع العجيب لمركز الدراسات في الجامعة الأردنية إنما جاء متمما ومكملا لحملة استهداف واضح وممنهج لحكومة دولة الدكتور بشر الخصاونة تدار من أقبية معتمة وصالونات سياسية مصدومة ومحبطة.
ولا أدري كيف أن كاتبا صحفيا مرموقاً ومحترفا كماهر تخونه الذاكرة فينسى أو أنه ربما يتناسى من الذي خدر الأردنيين ومن الذي باعهم وهما وسرابا من أصحاب الدولة الرؤساء.
ولا أدري كيف لصحفي نحسبه فطنا ومخضرما كابوطير أن يتعامى اليوم عما أنجزته حكومة الدكتور بشر الخصاونة وهو الذي يعلم حق العلم بأن هذه الحكومة قد جاءت في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية دقيقة وحرجة وتحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية غير مسبوقة وقد تحملت مسؤولياتها بكل شجاعة وإقدام وفروسية.