يمثل لقاء سمو ولي العهد الأمير الحسين مع عمداء شؤون الطلبة في الجامعات الخاصة يوم أمس المحطة الثانية المتممة بعد أن التقى في منتصف شهر اب الماضي بعمداء شؤون الطلبة في الجامعات الرسمية، حيث تركّز اللقاءان حول تنمية الفكر السياسي لطلبة الجامعات باعتبارها البيئة الأنسب لانماء الوعي والادراك وصقل شخصيات الطلبة وإعدادهم وتمكينهم للمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية الأردنية بشكل يسهم في إحداث فارق نوعي حقيقي يعكس المستوى المتقدم واللائق لجامعتنا وطلبتها حيث أن جامعتنا بشقيها الرسمي والخاص تحوي عددا يبلغ وفقاً لاحصائية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للعام الجامعي 2020/2021م بنحو (332413) طالبا وطالبة

وهذا الرقم يؤكد حكمة اختيار سمو ولي العهد للجامعات لتكون منطلقا للتوجيه والتحفيز نحو تنمية الفكر السياسي
ففي الجامعات تكون التهيئة سليمة ومنهجية ومستندة إلى أسس علمية ونظريات وتجارب عالمية يمكن الاسترشاد بها ويتم تدريسها وتناولها على يد فئة واعية ناضجة ممثلة بأعضاء هيئة التدريس يرى فيهم الطلبة قدوة ونموذج حي مؤتمن في نقل المعلومة وتقديمها واكتشافها ، إلى جانب أن هؤلاء الطلبة هم من شرائح اجتماعية مختلفة ومناطق متعددة وعند تهيئتهم وفق منهج علمي رشيد تتسع مساحة الأفق السياسي لدى أفراد المجتمع بطريقة سلسة ومتزنة من خلال ما يبثه هؤلاء الطلبة من رسائل ويمارسونه من سلوك سواء داخل الحرم الجامعي الذي يريده سمو ولي العهد أن يكون مساحة للعلم والابتكار والإبداع امنا مريحا متسعا لكل الطلبة وفق تنوع أفكارهم المنسجمة مع الحياة الجامعية وأن لا يكون مكانا لتسويق تيار حزبي معين أو الترويج له، وخارج الحرم الجامعي باعتبار أن طلبة الجامعات هم من صفوة المجتمع وفقا لمرحلتهم العمرية وعليهم تقع مسؤولية تنوير المجتمع وتوعيته نحو المسالك الإيجابية في شؤون الحياة المختلفة، كما أن سمو ولي العهد يريد أن تكون مشاركة الطلبة في الحياة السياسية نابعة من فهم وبصيرة تسهم في اختيار التوجّه السياسي المعبّر عن فكر الطلبة وتوجهاتهم لا أن يكونوا مجرد أرقام عابرة في سجلات الأحزاب المختلفة ، ويرى سمو ولي العهد ضرورة تفعيل الأنشطة اللامنهجية التي تقع ضمن واجبات عمادات شؤون الطلبة وإعطاء المساحة المناسبة للتعبير عن مهاراتهم وقدراتهم ما ينعكس على سلمية الحرم الجامعي والمجتمع ككل وضرورة تفعيل العمل التطوعي ليخرج عن الإطار التقليدي الذي أضعف دوره والإفادة من التجربة الرائدة التي تقدمها منصة نحن ودورها في توجيه العمل التطوعي وعكس فائدته على المجتمع وفق منهجية متقدمة تجمع بين الجهات الداعمة التي توفر ما يحتاجه الطلبة من تمويل للقيام بأعمالهم التطوعية وبين ميول الطلبة ورغباتهم إلى جانب الإفادة من دور وزارة الشباب باعتبارها الجهة الحكومية المعنية بدعم الشباب.

لقاء يعكس رؤية متقدمة على الجامعات أن تطبقها بفهم عميق لمفرداتها لتكون النتائج بمستوى الطرح.