متوقعاً أن تأتي نتائج استطلاعات الرأي بهذه النتائج السلبية، فهي تجرى في ظل ظروف اقتصادية صعبة وفي ظل ظروف سياسية غاية في التعقيد.
لم يكن مستغرباً أن يظهر آخر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات في الجامعة الأردنية، أن غالبية الأردنيين 79% لا يعتقدون أن الأردن مجتمع سعيد، بينما يصف 58% من الأردنيين أنفسهم بأنهم سعداء.
على أية حال غالباً ما تكون استطلاعات الرأي انطباعية وهي وليدة ظروف اللحظة الراهنة لكن ذلك لا يعني أن بعضاً منها غير واقعي ويلمس كثيراً من الثغرات والانتقادات التي تحملها في كثير من جوانبها صحيحة خصوصاً إن تعلقت بالأوضاع الاقتصادية وضعف المبادرة فيها وبالبطالة وعجز الحلول فيها وبالاستثمار وتراجعه وبالاداء الحكومي ومثالب البيروقراطية ومحدودية الخيارات.
ما أظهره الاستطلاع الأخير من أن المواطن الأردني متشائم جداً ولا يرى سوى الجزء الفارغ من الكأس، ومعظم الإجابات التي يدلي بها وهي سلبية معروفة سلفاً ويمكن التنبؤ بها لأن الأوضاع تفرض مثل هذه الانطباعات.
الاسئلة هي توقعات أيضاً مثل الوضع الاقتصادي الراهن ومستقبلاً.
مستوى الدخل وما ان كان تحسن أو سيتحسن.
مستوى أسعار السلع والخدمات، والأسعار العالية التي ستواصل ارتفاعها.
قدرة المواطن على الشراء، وهي متدنية، مدى توافر فرص العمل، وهي غير متوافرة.
كل هذه الاسئلة إجاباتها معروفة مسبقاً وهي مستمدة من الواقع ومن كثرة الحديث عنها يومياً.
الوضع الاقتصادي لا يتحسن تلقائياً فهناك حاجة لعمل يجعله كذلك لكن هناك حاجة أيضاً لإشاعة اجواء التفاؤل وهو ما سعى الرئيس الخصاونة إلى فعله وما أن فعل حتى نالت تصريحاته عن الأيام الجميلة انتقادات وتندراً حادّين.
الأوضاع الاقتصادية تتحسن بالعمل وبالتفاؤل في آن معاً وكما يقال التشاؤم يحقق ذاته!!
أسئلة تقليدية تتكرر. في كل استطلاع فان تسأل عن الثقة بالرئيس في ظل تكرار الحديث عن تعديل وزاري او تغيير حكومي فلك ان تتوقع الاجابة وان تسأل عن السياسات الاقتصادية في ظل ظروف صعبة فالحالة متوقعة ايضاً.
بلا شك أن الاستطلاع الذي يقوم به مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية مقدر وهو مطلوب، مع أن نتائجه لا تكون بالعادة مفاجئة، لأن اتجاهات الرأي هي وليدة ظروفها، تقيس المزاج العام الغاضب.
نصف الأردنيين متفائلون «الغالبية العظمى من الأردنيين 69% لا تثق بمعظم الناس في الأردن (يعتقدون أنه لا يمكن الثقة بأغلبية الناس في الأردن)»، وفقاً للاستطلاع.
فهل يستوي ذلك مع حالة التفاؤل التي حصدت ٥١٪.
اما أن يكون المجتمع الأردني مجتمعاً غير سعيد فهذا ما يجب أن نسأل عنه آلاف الأخبار والانطباعات والاراء المتشائمة التي تحملها لنا كل دقيقة مواقع التواصل وما يعرف بالمؤثرين.
(الراي)