facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




البروباغندا والخداع


عدي مزهر
10-10-2022 11:44 PM

لا يمكن ذكر البروباغندا دون التطرق لمصطلح الأجندة، وشتان ما بين المصطلحين؛ فما هي البروباغندا وما علاقتها بالأجندة؟
البروباغندا تعني الدعاية، وليست أي دعاية بل هي المسيسة لخدمة اهداف جهة ما، تتبع فيها تكتيكات وأساليب معينة للترويج لأجندة وخدمتها، اما الأجندة اصطلاحاً فتعني المفكرة أو جدول الأعمال، أما الاجندة كمصطلح سياسي فتعني المصالح والتوجهات غير المعلن عنها صراحة ً، ويكثر استخدامها بين السياسيين عندما يوجهون أصابع الاتهام لبعضهم البعض، باتباع أجندة خارجية خفية لخدمة مصالح وتوجهات خارجية.

 ولا يمكن نشر الأجندة دون البروباغندا باعتبار الأخيرة هي الوسيلة المستخدمة للتأثير على عواطف ومشاعر المتلقي مما يدفعه للانحياز لصالح جهة معينة.
 والبروباغندا الناجحة لا تقول للمتابع بشكل صريح بماذا يفكر، بل تخبره بماذا يجب أن يفكر؛ وعلى عكس ما يظنه البعض، تعتبر البروباغندا سلاح ذو حدين، فغالبا ما يكون لها الدور الفعال في رفع معنويات الجمهور خاصة في أوقات الأزمات والحروب.

 لنأخذ ما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية في فترة الحرب العالمية الثانية؛ ففي عام ١٩٤٣ ظهرت لوحة إعلانية تعتبر من أشهر الصور المتداولة في ذلك الوقت تعرف ب "روزي السباكة" التي ما زالت تستخدم حتى اليوم في أغراض مختلفة. رسمها الأمريكي "نورمان روكويل" بغرض تشجيع النساء الاميركيات عامة، وربّات البيوت خاصة على الانضمام إلى القطاعات ذات الأعمال الشاقة، مثل مصانع الطائرات، والذخائر، ويعزى ذلك لنقص الأيدي العاملة في ذلك المجال من الرجال بعد انضمامهم إلى صفوف الحرب العالمية الثانية، والتي تسببت بمقتل أكثر من 400,000 جندي، ناهيك عن مئات الآلاف من الجرحى، الذين تركو خلفهم عائلاتهم دون معيل.
 
في الفترة نفسها، وبالرغم من ظروف الحرب وتبعاته، شهد الاقتصاد الأمريكي ازدهاراً لا مثيل له بسبب عوامل كثيرة، أبرزها نشاطاً ملحوظاً في قطاع الصناعات المنتجة لمعدات الحرب، مما تتطلب المزيد من الايدي العاملة، وهو ما يفسر حينها اطلاق الحكومة الامريكية لحملات دعائية تشجع النساء على الالتحاق بقطاع الصناعات، كانت من احداها حملة استخدمت اللوحة "روزي السباكة"، والتي بفضلها قفزت نسبة النساء العاملات في الولايات المتحدة الامريكية بين عامي (١٩٤٠-١٩٤٥ ) من ٢٧٪ الى ٣٧ ٪ ، وهذا النوع من الحملات هو ما يعرف بالبروباغندا، أي أن تسخر الدول اعلامها بكافة أشكاله بغرض التأثير على شعوبها لأهداف تخدم مصالح كلا الطرفين في معظم الأحوال، ولكنها في نفس الوقت قد تكون حيلة ماكرة من شأنها حجب واخفاء الوقائع عن الجمهور وادخاله في حالة من السبات الفكري والاندفاع نحو العاطفة، مثل ما حصل في عهد ألمانيا النازية حينما حرص وزير الدعاية والبروباغندا السياسية، " جوزيف غوبلز" على تلميع صورة الزعيم النازي "ادولف هتلر" وإظهاره بصورة المنقذ والمخلص لأبناء شعبه من الجوع والازمات الاقتصادية، حتى يحصد أكبر عدد من المؤيدين والمنضمين لصفوف النازيين، وهو بالفعل ما نجح به "غوبلز" بفضل أساليبه التي اتسمت بالدهاء، وأبرزها شعاره الشهير "اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقوك" والذي استخدم لبسط سيادة النازية في المانيا، حيث لجأ الى حيلة تكرار الكذبة للإقناع، وهو ما يعرف في علم النفس ب "وهم الحقيقة"، وتعد هذه الحيل من أقدم الوسائل التي استخدمتها البشرية في التأثير على المتلقي، حتى وان مدركاً للأكذوبة.
 
 ولهذا السبب يعتبر "غوبلز" الأب المؤسس للبروباغندا الحديثة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :