لم تكن تلك الأيام التي كانت قديما مثلما الآن.. أصبح الواقع مؤلما وأصبحت أيامنا متشابهة يوما بعد يوم، أيام لن تعد كما كانت بل أصبح الوجع يزداد في كل دقيقة نعيشها على هذه الأرض.
ما ذنب الأرض والوطن بذلك، ما ذنبنا أن نعيش كذلك، واقعا مريرا، واقع أصبح فيه الصادق كاذب والكاذب صادق ما سبب ذلك، ما السبب الذي أوصل حالنا لهذا الحال.
نحن اليوم نرى ولا نستطيع أن نتحدث، نرى الظلم بعين طبعه ونرى الظالم ينام الليل مرتاح الضمير، لم يعد العدل مسار ناجح لإكمال الطريق بل أصبح التفاف حوله أكثر نجاح.
كمْ يؤلمني أن أرى رسالة ذلك الأب التي أرسلت لأحد أعضاء مجلس النواب على ما تحتويه من كمية الوجع الواردة فيها، رغم أن الكثير يعاني مما يعانيه ذلك الأب الذي لم يعد قادرا على توفير قوة يومه ويوم أولاده.
كمْ يؤلمني أن أرى الاستغلال أصبح واضحا للعديد من الباحثات عن العمل من بناتنا مقابل وظيفة مجهولة مستغل حاجتها وحاجة أهلها للعمل نتيجة الفقر الذي بات مصيرهم للابد.
نحن بالتأكيد بحاجة أن نعيد التفكير وأن نحارب الظلم الواقع وأن نعيد صياغة العديد من القوانين التي ستساهم بحل المعضلة قبل أن تتفاقم أكثر وأكثر، وأن تكون توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين -حفظه الله- اتجاه حماية المستثمر والاستثمار في مقدمة الأولويات لتكون قادرة على خلق فرص عمل صادقة لأبناء الوطن.
لم يعد لنا أي وسيلة إلا أن نقدم الدعم الكامل للمستثمر من خلال تخفيض الضرائب وتكاليف الطاقة وتوفير بيئة آمنة قادرة أن تكون محطة أنظار للمستثمرين من الخارج، على سبيل المثال، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الجمهورية التركية بالمنظور الاقتصادي على ما تقدمه من تسهيلات اتجاه المستثمرين والتي عملت من خلالها على زيادة نسبة الاستثمار الخارجي ليصبح الاقتصاد التركي بعدها ضمن قائمة أقوى 10 اقتصادات عالمياً.
بعد أن رأينا جميعا أن الاستثمار وخصوصا في محافظات الجنوب أصبح شبه معدوم وبات مصير أبنائها مجهول للغاية رغم أن الجنوب يمتلك أهم أكبر الشركات على أرضه والتي تعتبر الرافد الأول لخزينة الدولة، إلا أن حق أبنائها دائما مهدور.
لا نريد أن نكون أصحاب ثروات لكن نريد أن نكون قادرين على إعانة أنفسنا...