حين أفرحُ
أنا أعوي
وحين أحزنُ
أنا أعوي
وحين أجوعُ
أنا أعوي
وحين أخافُ
أنا أعوي
وحين يدهمني مرضٌ
واستغيثُكُ مرتجياً
أنا أعوي
وحين أصدُّ عن بيتكَ
شراً لستَ تعرفُهُ
أنا أعوي
وحين يرجمني البشرُ
لشرٍ لستُ أعرفُهُ
أنا أعوي
وحين يمزّقُ أحشائي
سمٌّ أنتَ (حوّاسُهُ)
أنا أعوي
وحين يعطبُ أطرافي
رصاصٌ أنتَ مُطلقُهُ
أنا أعوي
وحين يخنقني حبلٌ
ظننتُهُ طوقاً تُهديهِ
أنا أعوي
وحين لا يُجدي عوائي
فأرفعُ عقيرتي أكثر
أنا أعوي
فخبّرني باللهِ عليكَ
وأنتَ خليفةُ الأرضِ
وأنتَ العاقلُ بيننا
ماذا عساي أن أفعل
إنْ كانَ عوائي يزعجكَ؟!
أم تراني ألومُ اللهَ
أنْ جعلَ هذه لغتي؟!
ومن ذا يزاحمُ الآخر:
أنا الهائمُ على وجهي
أتسقّطُ وسط قمامتكَ
قوتاً أقيمُ به أوَدي
أم أنتَ الذي لا ترحم
إنساً أو غصناً أو حجراً؟!
أنا كلبٌ
هذا اسمي
ولكنّي
- إذا نويتَ -
لستُ أكلبَ منك!
أنا أعقِرُ
ولكنّي
- إذا عزمتَ -
لستُ أشدَّ فتكاً منك!
أنا أمشي على أربع
لكنّ وفائيَ منتصبٌ
وأنتَ تمشي منتصباً
لكنّ نذالتكَ تزحف
فهل يُقتلُ الضعيفُ
فقط لأنّه الأضعف؟!
ثم يُقالُ :
هذا أصلحْ
نعم،
أنا أعوي يا عزيزي
لكنّكَ أنتَ تنبحْ!