يبدو أننا غائبون تماما عن الثقافة الرياضية ، نريد فقط تحقيق الفوز ، وإذا ما خسر فريق ما يلجأ إلى الشغب والتحطيم والتدمير ، وهذا أبعد ما يكون عن ثقافة الرياضة التي يجب التحلّي بها، ثقافة الفوز والخسارة مطلوبة وهامة جدا، أعظم الفرق في العالم تخسر وتتقبل الخسارة وتعمل على تداركها والوقوف على مكامن الخلل والضعف، وفي الأردن لا نريد غير الفوز ، ممنوع علينا الخسارة ، فكيف سيكون ذلك ؟.

مؤخرا جرت أحداث مؤسفة بعد خسارة أحد الفرق للقاء، وبعد ذلك شاهدنا أحداث شغب مؤسفة مع تحطيم وتكسير وتخريب، والخاسر هنا هو النادي نفسه الذي ستطاله عقوبات مالية وربما يجري نقل مبارياته لملعب آخر .

فريق الفيصلي مثلا طلب نقل مبارياته من ستاد القويسمة خوفا من حدوث مشاكل متوقعة حين يلتقي مع شقيقه الوحدات، ونأمل ألا يحدث ذلك وتسود الروح الرياضية والتي هي أهمّ ألف مرة من أي نتيجة .

فعندما انتهت مباراة الفيصلي والرمثا كانت هناك تصرفات من جماهير ثالثة وهي جماهير الوحدات خارج الملعب بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية، فما ذنب جماهير الفيصلي، ولماذا كل هذه التصرفات؟، فجميعنا نساند فرقنا الرياضية وندعم المنتخب الوطني، ولكن للأسف ما جرى يستحق الوقوف عنده لئلا يتكرر مرة أخرى .

كرة القدم في الأردن ما زالت تعاني، وغالبية الأندية تصرخ وتئنّ تحت وطأة المطالبات المالية والعقوبات، ولإدارات الاندية دور كبير في كبح الجماح والتحلّي بالروح الرياضية مهما كانت النتائج .

منظومة كرة القدم في الأردن بحاجة لتغييرات جذرية، والإتحاد عليه مسؤوليات كبيرة، والجماهير هي فاكهة المباريات وعليها أن تتقبّل الواقع، وألا تلجأ لتصرفات ندينها جميعا .

أتمنّى أن ينتهي هذا الدوري على خير ، وألا نشهد ما رأيناه مؤخرا، فالأمور باتت لا تسرّ أبدا، ويا خوفي مما هو قادم !.