كانت اليونيسكو قد أعلنت يوم (23/4) عن كل عام، يوماً عالمياً للكتاب، ولا يعني ذلك إقتناء الكتاب المجلّد والأنيق ليوضع على أرفف المكتبات البيتيّة، بقدر ما يعني احترام ذلك الكتاب قراءة وفهماً وتوظيفاً للمعارف والقيم التي يتضمنها، بهدف إحداث تغيير في فكر القارىء وأنماط تفكيره ومن ثم تعديل سلوكه الإجتماعي.
فالكتاب وسيلة للتعبير عن القيم، ونقل المعارف ومستودع للتراث غير المادي، ونافذة لاستشراف التنّوع الثقافي، الأهم أنه وسيلة للحوار، والفضل في ذلك للقراءة، فيوم الكتاب هو يوم القراءة.
أهمية القراءة:
تسهم القراءة في إيجاد مجتمع فكري ثقافي، متعدد الأفكار ومتنوّع الثقافات، وتنويري الرؤى، فمن خلال القراءة يمكن مدّ الجسور بين البشر والمجتمعات رغم تباعد المسافات، ويتسنّى للقرّاء من مختلف أنحاء العالم التواصل فيما بينهم وتبادل الأفكار وإيجاد المشاعر المشتركة بين المؤلف والقارىء، فتصبح مخيّلة القارىء اجنحة يسافر عبرها إينما شاء.
ويذكرني هذا، بكتيّب صدر في الخمسينيات من القرن الماضي بعنوان- لماذا نقرأ- وتضمّن آراء كبار الكتاب والأدباء في أهمية القراءة، ولماذا نقرأ وهي الآارء نفسها التي تتضمّنها التقارير المعاصرة حول أهمية القراءة، مع أختلاف أساليب التعبير عن ذلك، سابقاً وحاضراً.
واقع القراءة
عُنيت التقارير الدولية بتقييم واقع القراءة عالمياً وإقليمياً ووطنياً، فعالمياً جاءت الهند في المرتبة الأولى (2017) ثم تايلند فالصين فالفلبين فمصر وروسيا والسويد وهنغاريا والسعودية، أما عربياً، فقد ظهرت تقارير عن تدني مستوى القراءة في البلدان العربية، لا تتجاوز صفحة واحدة سنوياً للفرد... وكانت محبطة للغاية وحسب برنامج الأمم المتحدة للأنماء، فقد أتضح أن تلك النتائج كانت مبنية على أحصاءات وأرقام ضعيفة التوثيق ولا تتمتّع بمنهجية ذات مصداقية، فقد جاء في مؤشر القراءة العربي/ مؤسسة بن راشد بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة للإنماء أن متوسط عدد ساعات القراءة سنوياً لدى الأنسان العربي يصل إلى (35) ساعة.
نجاح (29/9)
-اذا ما أريد وضع يوم القراءة الوطني (29/9) الذي أقرّته الحكومة الأردنية، مشكورة طبعاً، اذا ما أريد النجاح الحقيقي لذلك اليوم وتحقيق أهدافه، فثمة أمران أساسيان:
-عدم تحويل ذلك اليوم إلى مجرّد احتفالات وندوات وعظية رسمياً وشعبياً.
-طباعة سلسلة من الكتب، في المجالات المعرفية، المدعومة، وتباع بسعر زهيد، وعلى سبيل المثال، فقد كنا نشتري كتاب الشعب الشهري/ القاهرة – بعشرة قروش (شاملة النقل والضريبة).
-ولوضع مثل هذا المشروع موضع التنفيذ، فإن تشكيل مجلس وطني للقراءة، من شخصيات متخصصة تمثل مختلف المجالات المعرفية، ومتطوعة لهذا الهدف النبيل، تحت مظلة وزارة الثقافة.
وإنني على ثقة أن تكون هذه الرؤى موضع إهتمام الأستاذة التربوية والمربية وزيرة الثقافة.